للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القبّعة (البرنيطة)، لا سيما بعد أن كشف مصطفى كمال القناع، كشف وجهه الأصلي، وجه ابن «الدونما» من يهود سالونيك الذين أظهروا فيها الإسلام لمّا جاؤوها من الأندلس، وكان منهم الاتحاديون الذين مهّدوا طريق الكفر بمحاربة الإسلام في الخفاء، فلما تمهد جاء مصطفى كمال (أتاتورك) فحاربه في العلن، وكان ممّا صنع أن ألزم المسلمين وضع القبّعات على رؤوسهم.

قامت في مصر في العشرينيات حملة قوية، لنبذ الطربوش واتخاذ القبّعة، يدعو إليها سراً أكثر الذين درسوا في أوربا وحملوا منها العلم الحديث ومع هذا العلم جراثيم المرض الخبيث، ودعا إليها جهراً سلامة موسى وأمثاله. وكادت تقضي على الطربوش لولا أن ردّتها أقلام قوية ورفضها زعماء كبار ما سلامة موسى وأمثاله أمامهم إلا الأرانب تحت أرجل الفِيَلة، منهم سعد يوم كان زعيم مصر وأحد قوّاد العرب. ولقد كتبت في «الناقد» المجلة الدمشقية (العدد ٢٥ الصادر يوم الجمعة التاسع من ذي القعدة سنة ١٣٤٩ السابع والعشرين من آذار (مارس) سنة ١٩٣١) في مقالة لي هي الآن أمامي، بعض أقوالهم. فكان ممّا قال سعد: "وما مثل الذين يبدلون بشعارهم شعار غيرهم إلا كمثل الذين يتبرؤون من أنسابهم وينتسبون إلى غير آبائهم، فلا يكسبون إلا غضب الآباء وأن يُعَدّوا من الأدعياء". وقال الأستاذ العقاد: "ومن سقوط الهمة أن يتوارى الإنسان وراء القبّعة خجلاً من جنسه وتهافتاً على لذة عارضة. ومن الجبن، لا من الجرأة على الجمود، أن يسرق مظهر قوم لا يحسبونه كأحدهم ولا يُنزِلونه بينهم منزلتهم، وإن لبس ما يلبسون وتكلّم ما يتكلمون". وكتب صاحب «المقتطَف»

<<  <  ج: ص:  >  >>