للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيخ المجلاّت العربية: "إذا نظرنا إلى الطربوش وإلى البرنيطة من الوجهة الاقتصادية والصحّية فالمرجّح عندنا أنّ الطربوش يفضل البرنيطة، ولعلّ العقال أصلح منها ومنه". واحتجّ ناس يومئذ بأن أهل اليمن يتخذون القبّعة فكذبهم الشيخ محمد باجنيد وبيّن "أن الذي يلبسه اليمانيون مظلّة من الخوص عَرْضها نحو ذراع لها أسّ مستدير مع استطالة ودقة شديدة يستعملها الفَعَلة والرعاة لتقيهم وهج الشمس ويسمونها المظلة". وقال الدكتور محجوب ثابت، وكان يومئذٍ من المشهورين وكان أستاذ الطب الشرعي في الجامعة، في حديث لمحرّر مجلة الزهراء حين اشتدت أزمة القبّعة في مصر: "إن لباس الرأس هو العقال، فليعدل إليه شبابنا إذا كانوا نابذين الطربوش لا محالة. والعقال كان لباس مملكة اليمن السبئية كما دلّت عليه التماثيل التي وُجدت في جنوب الجزيرة وفي أعماق بلاد اليمن، وكان لباس الرأس عند قدماء المصريين شبيهاً به، وكذلك الحال في شمال الجزيرة العربية، ولولا أن له حظاً من الجَمال والهيبة لما رأينا بعض الإفرنج في سوريا وفلسطين يتزيّنون به هم وصغارهم مع أنهم قادمون من بلاد عريقة في التبرنُط. وقد راقني منظر مفتّش الزراعة الإنكليزي يوم رأيته أثناء تطوافي بنابلس والعقال على رأسه والعباءة مسدولة على بذلته. أمّا غير المسلمين فحدّث عن عقالاتهم ولا حرج، وكل الذين اجتمعنا بهم من مسيحيّي شرق الأردن رأيناهم تتوّج رؤوسَهم هاتيك العقالات، ما بين مفضَّض ومذهَّب ومسوَّد، وكان ذلك زيّهم حتى في الكنيسة". إلى أن قال: "إن تيجاناً كهذه تزيّن مثل هذه الرؤوس لا أرى مسوّغاً لتقويضها وتنكيسها، ولا الاستعاضة عنها بتلكم القبّعات عديمة الطعم الإسطيطيقي (أي

<<  <  ج: ص:  >  >>