للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجمالي) ". وقال في خطبة له في نادي الرابطة الشرقية: "إن الكوفية من أجمل ما تزدان به الرؤوس".

* * *

كان هذا كله في مصر، وقد أخمدَت هذه الألسنةُ وهذه الأقلامُ نارَ الفتنة وردّت على أعقابها هذه الحملة، وبقي الطربوش على رأس الملك ورؤوس الوزراء والموظفين والطلاّب. أما في الشام فقد بدأَت بعد دخول الفرنسيين حرب على الطربوش ودعوة إلى القبّعة، ولكن أصحابها لم يجرؤوا على إعلانها قولاً بل سرّبوها إلينا فعلاً، يعملون دائبين وفق خطّة شيطانية مرسومة، فما مضى على دخول الفرنسيين عشر سنين حتى بدأ ظهور القبّعات على الرؤوس في المصايف، القبّعات الخفيفة المصنوعة من شبه القشّ التي تشبه الخوذة التي كانت على رؤوس الجند والضباط أيام الشريف فيصل، بل إن الخوذة هي القبّعة نفسها قد وضعوا لها ذيلاً من الخلف من القماش رمزاً للكوفية (أي الغترة) ووضعوا فوقها عقالاً صغيراً.

ثم أخذت تنتشر في المدارس، فكنا نرى «البيريه»، وهي نوع من القبّعات يشبه الكُمّة (أي الطاقية) الواسعة متعدد الألوان، حتى إن شيخاً في الشام معروفاً بسوء السيرة كانت له مدرسة أهلية ابتدائية أمر تلاميذه بلبسها، ولم يمنعه من ذلك أن على رأسه عمامة ضخمة بيضاء وأنه كان خطيب جامع الشهداء. وكانت له جريدة تصدر عند الحاجة، أي الحاجة إلى شتم موظف لم يُنجِز له معاملته أو تاجر لم يؤدِّ إتاوته. وكان عندنا جرائد مثلها، منها جريدة بسيم مراد، وشرّ

<<  <  ج: ص:  >  >>