للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألاّ نرتقي إلى الصف الثاني فيها إلاّ بعد نيلنا البكالوريا الثانية. فدخلها هو وسافرت أنا إلى مصر (كما عرفتم) وعدت بعد إغلاق باب القبول، فسبقني بسنتين أضعتهما كما أضعت سنتين من قبل بتبدل الدول وذهاب الأتراك وقدوم الشريف، ثم بخروج الشريف ودخول الفرنسيين.

وكانت الجامعة السورية مؤلفة من كلية الطب وبناتها (طب الأسنان والصيدلة) ومن كلية الحقوق، وما أدري لماذا كنا نسمي الكلية المعهد فنقول: معهد الحقوق ومعهد الطب، مع أن الكتابة الفرنسية في العنوان الرسمي تسمّي المعهد (La Faculte)، أي الكلية.

أما كلية الطب فهي قديمة، أعرف ممّن تخرج فيها قبل سنة ١٩٢٠ جماعة بقي منهم الدكتور حسني سبح، وهو اليوم رئيس المجمع العلمي (أي مجمع اللغة العربية) في سوريا، وهو عالِم في الطب له بمصنّفاته الجليلة فيه منزلة عالمية. وممّن ذهب إلى لقاء ربه الدكتور أحمد حمدي الخياط أول من دَرّسَ علم الجراثيم، درسه في معهد باستور ثم جاء يعلّمه الطلاّب، وكل من صار طبيباً في الشام من سنة ١٩٢٠ إلى أن «تقاعد» إلى أن توفّاه الله من سنتين هم من تلاميذه، وكان ملمّاً بالعلوم الإسلامية مطّلعاً عليها، يتقن العربية والتركية والفرنسية، وهو عارف الإنكليزية والألمانية واللاتينية واليونانية، وهو أحد مَن وضع المصطلحات العربية في الطب لأن كلية الطب في دمشق ما درّسَت علومَ الطب كلها إلاّ بالعربية، فكانت حُجّة قائمة على

<<  <  ج: ص:  >  >>