يأخذها بالنكتة البليغة من غير أن يعمل لها عملها، كما كان الشعراء المدّاحون يأخذون أموال الأمّة بالقول الجميل الذي كان أكثره كذباً ... أموال يدفعها العاملون الكادحون فيتلقّفها الكاذبون المنافقون (أعني أكثر المادحين لا كلّهم).
وما «الميمات»؟ إن الأساتذة كانوا يقرؤون أسماء الطلاّب في أول كل درس (أي حصة) ليعرفوا مَن حضره ممّن غاب عنه، لأن باب الكلية مفتوح ليس عليه بوّاب يُحصي الداخلين ويمنع الخارجين. لذلك كان هذا «التفقّد» في أول كل درس، يضعون أمام اسم الحاضر ميماً (أي موجود)، ثم تُعَدّ الميمات قُبَيل الامتحان، فمن حاز منها القدر المطلوب قُبِل فيه ومن لم يَحُزه أُقصِيَ عنه ومُنع منه. هذه هي «الميمات». ومن الأساتذة من كان يقرأ الأسماء كلها، ومنهم من يضنّ بوقته ووقت الطلاّب عن أن يُهدِرَه في أمر ليس من شأن الأساتذة ولا من عملهم، وإنما هو عمل إداري تتولاّه الإدارة، ومنهم من يوكّل طالباً يثق
(١) تعبير شائع ولكن الشرع يحرّمه لأن الذي يضرّ وينفع هو الله، ومنه حديث «لا تسبّوا الدهر».