الشهادة، وكنت قد أكملت الدراسة في الكلية، ولكن الشهادة لا تُسلّم إليّ حتى أدفع الرسم القانوني وهو أربعون ليرة. دفعها الشيخ عبد القادر العاني قرضاً، ثم علمت بعد سنين طوال أنه جمعها من التجّار من غير أن يذكر لهم اسمي؛ أي أنني دفعت ثمن الشهادة «شحادة»!
* * *
وهاكم صورة للأساتذة وللطلاّب المُجازين معي سنة ١٩٣٣ (١)، منهم اثنا عشر من دمشق، واثنان من حلب، وأربعة من حماة، وواحد من حمص، وواحد من جبلة، وواحد من القريتين (جنب تَدمُر)، ومنهم ستّة من لبنان، وأربعة من الأردن، وخمسة من بغداد (إذ لم يكن فيها جامعة في تلك الأيام) منهم يونس السبعاوي الذي شارك في حركة رشيد عالي وصار وزيراً ثم قُتل شهيداً، ومنهم الزعيم المعروف صدّيق شنْشَل. ومن زملائنا الأستاذ الفقيه الوزير الشيخ مصطفى الزرقا، والزميل القاضي الشهيد الشيخ عادل العلواني، والقاضي المستشار الأستاذ بدر الدين الكاتب، والأستاذ فؤاد شباط وكيل وزارة الداخلية وعميد الكلية فيما بعد. ولست أعدّ أسماءهم جميعاً، وهذه صورهم أمامكم وأسماؤهم تحتها، فاذكروا من تعرفون منهم، قوّى الله من بقى منهم على شيخوخته ورحم من ذهب إلى لقاء ربه.