للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هي «الكواكب»، وأن السماوات سبع وأنه جعلها «طِباقاً». وقد كتبت من قديم أن هذه الأوصاف لا تتحقق إلا إن تصورنا السماء كرة ضخمة جداً، وأن هذا الفضاء بكل ما فيه من مجرات وما في المجرات من شموس وأجرام، هذا الفضاء كله وسط هذه الكرة التي هي السماء الدنيا، وأن حولها فضاء الله أعلم بسعته تحيط به كرة أخرى هي السماء الثانية، ثم فضاء ثم سماء إلى السماء السابعة، يليها مخلوق لا يتصور العقل مدى كبره هو الكرسي، ومخلوق أكبر هو العرش. وأقول بالمناسبة (استطراداً) إن هذا الفضاء وما فيه مصغّر تصغيراً لا يتصور العقل البشري مدى دِقّته وصغره في الذرّة، وما فيها من فضاء وأجرام يدور بعضها حول بعض هي الكهارب (أي الإلكترونات).

ومنهم الشيخ سعيد الباني، وهو عالِم لم يعرف الناس قدره وكثير منهم نسي اسمه، مع أني أكاد أفضّله في مصنّفاته على علماء عصره حتى الشيخ جمال الدين القاسمي، على كبر أقدارهم وسموّ منازلهم وكثرة مؤلّفاتهم، التي ليس فيها (غالباً) إلا نقل أقوال العلماء وجمعها. أما الشيخ سعيد فهو يقرأ النقول ويفهمها ويهضمها (كما يقولون)، ثم يعطيك خلاصة عنها مكتوبة بقلمه هو ممزوجة برأيه فيها مع إيراد ما يناسبها. وعندي الآن كتابان له، كتاب اسمه «عمدة التحقيق في التقليد والتلفيق» طُبع سنة ١٣٤١هـ، قدّم بين يديه مقدمات لو أُفرِدَت بالطبع، أو لو أخذتها مجلة إسلامية فأعادت نشرها، لكان للقراء منها خير كبير. وهذه المقدّمات هي: الإسلام دين الفطرة، إن هذا الدين يسر، اتساع الشريعة الإسلامية، الأئمة المجتهدون على هدى من

<<  <  ج: ص:  >  >>