مجموعات الصحف الشامية: فتى العرب، والمقتبس، والقبس، وألف باء، والجزيرة التي أنشأها تيسير ظبيان، والناقد، والمكشوف لفؤاد حبيش في بيروت، فيأخذ ما كتبته فيها فيجعل منه «المجموعة الكاملة» لبواكير كتاباتي التي لم أجمع منها في كتاب إلا ما اشتمل عليه كتابي «الهيثميات» الصادر سنة ١٩٣٠؟ ولكن هب أنها جُمعت وطُبعت، فما انتفاعي أنا وما انتفاع الناس بها؟ فدعوها مدفونة فلن تُرجع لمن مات الروح!
موضوعات هذه المقالات كثيرة، ولكن أهَمّها: موضوع النضال للاستقلال وما صنعنا في هذا المجال، وموضوع الماضي وأمجاده، ما كتبتها لنفخر بها وننام عليها بل لنصنع مثلها، والنقد الأدبي وما نتج عنه من مناظرات وردود، وقصص من التاريخ، وصور ومشاهدات من الحياة، وتعليق على بعض أفلام السينما وتلخيص لقصصها (عرفتم أني كُلّفت بذلك لمّا احترفت الصحافة) والموضوع الذي أخذ من قلبي ومن لساني الحظّ الأوفر: وهو قضية فلسطين التي كنت أكتب فيها وأخطب في أواخر العشرينيات.
* * *
لقد ضاع (مع الأسف) أكثر ما كتبت يومئذ، ولكن أمامي الآن مقالة كُتب لها البقاء. نُشرت «افتتاحية» لعدد يوم الأحد ١٥/ ١٠/١٩٣٣ من جريدة «ألف باء» للأستاذ يوسف العيسى. أنذرت فيها العرب «داهية دَهياء لا ينادى وليدها» إن بقينا على تجاهلنا قضية فلسطين؛ كأني كنت (وكان غيري ممّن يكتب عن هذه القضية) نحس بالخطر الذي يتربص بفلسطين وأهلها، ما