للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الشهر، وربع ورقة في الشهر، ونصف ورقة في الشهر ... وأنا رجل مفلس ولكني أقدم من اليوم نصف ورقة في الشهر. لا تقولوا إن ذلك قليل، فالقليل إلى القليل كثير. ولو أن أهل دمشق دفعوا ما يعادل ربع ليرة فقط من كل منهم لاجتمع في الشهر خمسة وسبعون ألف ليرة.

يا أيها الناس، إخوانكم وأبناء عمّكم يريد اليهود أن يطردوهم غداً من ديارهم أن يُميتوهم، فاشتروا حياتهم بمالكم. الأدب، ثم المال، ثم الدم؛ هذه هي الأركان التي يقوم عليها العمل لإنقاذ فلسطين. فسيروا فهذا هو الطريق، سيروا من الآن بخُطى ثابتة وسريعة، لا يجوز أن نتمهل فالوقت يمرّ علينا لا لنا. يا أيها الناس، ثقوا أنها إن ضاعت فلسطين ضعنا.

* * *

هذا ما قلته من أكثر من خمسين سنة، ولكن ما سمعه أحد. ولو أننا جمعنا كل شهر في دمشق وحدها خمسة وسبعين ألف ليرة لمساعدة فلسطين واستمررنا عليها، فكم كان يجتمع لنا إلى الآن؟ لقد كانت موازنة «دولة سورية» يومئذٍ سبعة ملايين ليرة. كان ثمن الليرة الذهبية الرشادية خمس ليرات سورية ونصف الليرة. خمسة وسبعون ألف ليرة تعدل بقوّتها الشرائية -يومئذ- مليونَي ليرة اليوم أو أكثر. فلو جمعنا من كل بلد من بلاد المسلمين مثلها لاشترينا فلسطين من جديد.

لقد كتبت بعد هذه المقالة عشرات من المقالات، وكتب غيري ممّن هو أخلص مني وأفصح وأغيَر مئات، فما تنبّه أحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>