للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلسطين، بل تهزّ قبل ذلك أهل فلسطين وجيران فلسطين ليتداركوا فلسطين قبل أن يأتي يوم يندمون فيه، وليس ينفع في ذلك اليوم الندم.

لقد مرّ على دخول الإنكليز فلسطين خمس عشرة سنة، ودخول اليهود معهم، حشرات متعلقات بأذنابهم. أفما تكفينا خمس عشرة سنة (١) لنصحو من نومنا ونفتح عيوننا، فنبصر الماء يجري من تحتنا وبوادر النار من حولنا، والهوة السحيقة أمامنا نمشي إليها بأقدامنا؟

(إلى أن قلت): لينظم الشعراء القصائد في نكبة فلسطين، وليتغنَّ المغنّون بشعر فلسطين، ولتؤلَّف اللجان في كل بلد عربي، في كل بلد مسلم لإنقاذ فلسطين. لم تأتِ الآن معركة الدم والحديد، فلنحارب بالمال، لنردّ عدوان اليهود بالفكر السديد، بالخُطَط المدروسة، بالاتحاد، وقبل هذا كله وبعد هذا كله بالعودة إلى الله، لأن العدوّ مهما كبر ومهما كبر من يعينه وينصره فالله أكبر، فمن كان مع الله لم يخَف أحداً.

لنبدأ بجمع المال لإنقاذ فلسطين، ليقدّم كلٌّ ما يستطيع لا يخجل به مهما قلّ، إن الشحّاد يستطيع أن يقدّم «نِكلة» في الشهر فليقدّمها (٢). نكلة في الشهر، وقرش في الشهر، وفرنك


(١) دخلوها سنة ١٩١٨م.
(٢) النكلة نصف قرش سوري، والقرش يعادل هلالة (هللة)، والهللة كالملّيم في مصر والفلس في العراق، والورقة (أي الليرة) مئة قرش والفرنك خمسة قروش.

<<  <  ج: ص:  >  >>