للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلسطين، علّموهم كلمة «فلسطين» مع كلمة «بابا» و «ماما». فإذا كنا نحن -مع الأسف- جيل الهزيمة لبُعدنا عن ديننا واختلافنا في أمرنا، فسيظهر منهم جيل النصر، ولو بعد خمسين سنة أو مئة سنة. أما لبثَت القدس بأيدي من كانوا أقوى من اليهود نحواً من مئة سنة؟ فما احتاج استردادها إلا لمَن يطوي راية الجاهلية وينشر راية الإسلام، ويرمي السيف الذي استعاره من الكافر ويضرب بسيف محمد ‘، ويدَع دعوة الباطل ويَدْعو بدعوة الحقّ. إن نسيتم فاقرؤوا تاريخ عماد الدين ونور الدين وصلاح الدين، الذين قاموا في زمان كنّا فيه أكثر انقساماً وأشدّ اختلافاً؛ كان في سوريا وحدها عشر حكومات إسلامية وصليبية، كانت حماة دولة وشَيْزر دولة، كان في صَرخد (وهي قرية في جبل الدروز) دولة! فلما جاءت دعوة الإسلام محت دول الباطل، دول الضعف والانقسام، وأقامت دولة الوحدة تحت راية التوحيد. لقد أضعنا أياماً كثيرة وفرصاً كثيرة، ولكن لا يزال تدارك الأمر ممكناً.

تقولون: بماذا؟ بتغيير هذه الحال. تقولون: كيف نغيّر هذه الحال؟

لقد شرح الله لنا القانون: {إنّ اللهَ لا يُغيّر ما بقَومٍ حتى يُغيّروا ما بأنفسِهم}. فهل غيّرنا ما بأنفسنا؟ هل طهّرناها من أوضار الشبهات وأدران الشهوات؟ هل بدّلنا بتفرّقنا اجتماعاً على كتاب الله؟ هل سددنا آذاننا عن وسواس الشيطان من الإنس ومن الجانّ وفتحناها لنداء الرحمن؟

أمرَنا الله أن نُعِدّ السلاح للمعركة فقال: {وأعِدّوا لهُم ما اسْتَطعْتُم مِن قُوّةٍ}. فلا بد من القوّة ولا بد من السلاح، ولكن هل

<<  <  ج: ص:  >  >>