للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أخسّ اللصوص، ثم سعى حتى ولّوه هو أمرها و «انتدبوه» لتعليم أهلها فنون الحضارة، فكان خصمَها الحاكم فيها، وكان «حاميها»!

وعدٌ آثم بعده تعاون ظالم. ما اتفقَت دولة الشرق ودولة الغرب إلاّ علينا، هم دوماً في خصام ولكنهما يتفقان إنْ جمعهم عداؤهم للإسلام. ما التقى صاحب «البيت الأبيض» وصاحب «البيت الأحمر» إلا على كرهنا وعلى قتالنا، يعطوننا كلاماً حلواً، والكلام «بلاش» (١) ويعطون عدوّنا وسارقي أرضنا كل ما يريدون: من الشرق رجالاً لهم أيدٍ تعمل وأدمغة تفكّر، ومن الغرب مالاً يبني لهم وسلاحاً يقتلنا نحن، فإلى أين نلجأ؟

الملجأ قريب منا والمَنجى أمامنا، ولكن بهرج الحضارة المادّية أزاغ عنه أبصارنا، ذلك هو «البيت الأسود» في بطن مكة، البيت الذي يلبس الثوب الأسود وهو الأبيض بياض النهار المشرق، بياض النور الهادي، بياض الحقّ الأبلج. رَبّ هذا البيت الأسود هو وحده القادر على إنقاذنا من صاحب البيت الأبيض والبيت الأحمر، والبيت الأصفر إن انضمّ إليهما وكان معهما علينا في تأييد عدوّنا! فلماذا لا نرجع إليه، وبابه مفتوح ويده مبسوطة؟ لماذا نحوّل وجوهنا عن بابه؟

لماذا لا نُدخِل الإسلام في المعركة فيدخلها معه ألف مليون؟ إن جعلناها عربية خالصة لاسترداد الأرض العربية أبعدناهم عنا، ولكن إن جعلناها جهاداً إسلامياً لاسترجاع قبلة


(١) بلاش (العامية) أصلها بلا شيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>