فعاقبته النصر دائماً. ربما يخسر أهله معركة أو يُخذَلون يوماً ولكن العاقبة لهم، إن لم يروها في هذه الحياة الدنيا رأوها في الحياة الباقية. وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع، إنها دقيقة واحدة من عمر الآخرة. فقد انتصر قابيل على أخيه وقتله، فاستمتع بلحظة النصر، فما نسبة هذه اللحظة لما مرّ من الزمان حتى الآن؟ وما نسبتها لما سيأتي في هذه الدنيا من أزمان؟ فكيف بالزمان الذي يُمضيه الكافر خالداً في نار جهنم؟
يقولون: إنكم تريدون أن تُلقوا بالإسرائيليين في البحر. وأنا أسأل الإنكليز الذين هم رأس البلاء ومبعث الداء، وأسأل الأميركان الذين يؤيدون الظلم وينصرون الاعتداء، وأسأل الروس الذين هم معنا بالمقال وهم يُمِدّونهم بالرجال، أسألهم جميعاً: ماذا يصنعون لو جاء شعب نذل خسيس سارق مجرم يريد أن يطردهم من ربع لندن أو واشنطن أو موسكو ويملكها من دونهم، ثم يعمل على التوغّل في بلادهم وسرقة طريفهم وتالدهم وإفساد بناتهم وأولادهم، ماذا يصنعون بهم؟ إنهم إن لم يلقوهم في البحر شرّدوهم في القفر أو وضعوهم في الأسر، وإلاّ فماذا؟ خبّروني ماذا تصنع الأمم بالواغل عليها يسرق ديارها ويمحو آثارها؟ ماذا يفعل من يقتحم اللص عليه بيته ليطرده منه ويَسكنه من دونه: هل ينصب له المائدة ليأكل ويمدّ له الفراش لينام، ثم يقف باحترام ليعطيه مفتاح الدار ويمضي بسلام؟!
هذا هو السلام الذي تريده إسرائيل والذي كان منّا من يرحب به ويصفّق له. يقولون: وإلى أين نذهب بهؤلاء اليهود؟ لقد ألقى هذا السؤالَ رئيسُ أميركا الذي كسب الحرب، ألقاه