على ابن الصحراء الإمام العبقري الملك عبد العزيز، فردّ سؤاله بسؤال وجّهه إليه هادئاً، قال له: من أين جاء هؤلاء؟ أرجعوهم إلى بلادهم التي أُخرِجوا منها. لقد بُهت روزفلت ولم يقدر على الجواب لأن الحقّ غلاّب.
قالوا: إنكم رفضتم التقسيم ثم جئتم تطالبون بالتقسيم! نحن كمن كان يمشي آمناً فاعترضه مجرم خطف كيس نقوده وفيه ألف ريال، فلحقه يطالبه به فقال: تأخذ خمسمئة لك ولي خمسمئة. فأبى، وحقّ له الإباء فالمال ماله والكيس كله له، فشدّ اللص يده على الكيس وعدا هارباً، فلما يئس منه قال: طيّب، هات الخمسمئة. قال: لا، ذاك عرض مضى، تأخذ أربعمئة؟ فأبى ومضى اللص، فلما يئس منه قال: طيّب، هات الأربعمئة. قال: لا، ثلاثمئة. تأخذ ثلاثمئة؟
رفضنا التقسيم، وما لنا ألاّ نرفضه؟ مَن يرضى أن تُقسَّم داره بينه وبين اللص الذي يقتحمها عليه؟ ورجعنا فطالبنا به حتى لا تذهب الدار كلها ما دام قد غلب الباطل وفُقد النصير.
أنا لا أريد ولا أقدر أن أؤرّخ قضية فلسطين، أنا أدوّن ذكريات لا أكتب تاريخاً. ولكن أقول: إنه ليس في تاريخ الظلم والعدوان مثل قضية فلسطين، ولا في تاريخ التخاذل والانقسام وقلة الاهتمام مثل موقفنا من قضية فلسطين، ولا في تاريخ التعاون على الإثم والعدوان مثل موقف الدول في غرب الأرض وفي شرقها من قضية فلسطين. وما لنا إلا الله، فهل نعود إليه؟