واشتدّت المعركة جاؤوا إليّ لأخوضها، فكتبت مقالات لا أرتضي الآن أسلوبها لأن أكثرها كُتب على طريقة شيخنا الرافعي، بل وأستاذنا العقّاد أيضاً، وكان ذلك الأسلوب رائجاً وكان يومئذ معروفاً غيرَ منكَر.
وقد ضاعت هذه المقالات إلاّ واحدة وجدتها في دفتر كتبه أخي عبد الغني، أنقل بعضها لأمثّل به لأسلوب النقد في هاتيك الأيام عنوانها:«المجمع الأدبي وخصومه: نَحْطِمُهم كما يَحْطِم النسرُ أمةً من الذباب بضربة من جناحه».
وقد قدّمَت لها الجريدة مقدّمة قصيرة بقلم منير العجلاني، أنقلها بنصّها وإن لم يحسن بي أن أنقل مدحي بنفسي، قالت:
قدمنا إلى قُرّائنا طائفة من أعضاء المجمع الأدبي الذين تلطّفوا بمؤازرة «القبس» بمقالاتهم وأشعارهم، ولكن النّقادة الأديب الأستاذ علي الطنطاوي طلب منّا أن ننشر مقاله بلا تمهيد ولا تقديم، فنحن نجاريه في رغبته على إعجابنا الشديد بأسلوبه العالي وأدبه القوي، وقال الطنطاوي:
تفنّدني فيما ترى مِن شراستي ... وشِدّةِ نفْسي أمُّ عمروٍ ولا تدري
فقلت لها: إنّ الكريمَ وإنْ حلا ... لَيلقى على حالٍ أمرَّ من الصّبرِ
وفي اللينِ ضَعفٌ والشراسةُ قوّةٌ ... ومَن لا يهَبْ يُحمَلْ على مَركَبٍ وَعْرِ