للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«ألف باء»): "الآن حصحص الحقّ وتبيّن أني أنا المخطئ وأنت «المُصيبة» (والدنيا لا تخلو من المصائب)، لذلك أرجع عما قلت إلى ما قلتِ أنت، وسأُعِدّ عريضة وأقف في رأس سوق الحميدية وأوقّعها من الرائح والغادي، وأرفعها إلى الحكومة لتأمر بتحقيق هذه المساواة الكاملة، وتُصدِر قانوناً مستعجَلاً يُلزِم الزوج أن يحبل سنة وتحبل المرأة سنة، ويُرضِع هو الطفل سنة وتُرضِع هي سنة؛ إذ لا يُعقَل ولا تتحقق المساواة بأن يعملا معاً في الإدارة أو في المصنع ويحمل كل منهما على عاتقه نصيبه من العبء، وتحمل هي فوقه في بطنها ما لا يحمل في بطنه مثله. وإلى أن يصدر هذا القانون ويُطبَّق فعلاً، أقطع هذه المناظرة معترفاً بأني قد انهزمت وأني غُلبتُ، وأنها هي التي غلبَت وانتصرَت".

* * *

هذا هو «المجمع الأدبي»: جمع أشتاتاً وضم نقائض، وحاول أن يخالف طبائع الأشياء فيمزج الزيت بالماء في سائل واحد متماسك مؤتلف.

وأين الآن أعضاؤه؟ أمّا أنور وجميل وزكي وطوقان فقد قدّموا للأدب العربي في هذا العصر أجمل ما قدروا عليه من شعر، ثم مضوا إلى حيث يمضي كل حيّ، وبقيَت أشعارهم تحت أنظار الناقدين والدارسين. وأمّا سليم الزِّرِكلي وهو الشاعر المجوّد، وسعيد الأفغاني الباحث الذي انتهت إليه الصدارة في علم النحو في الشام، ومنير العجلاني الأستاذ الأديب، وعلي الطنطاوي فهم باقون يسألون الله دوام العافية وحسن الخاتمة،

<<  <  ج: ص:  >  >>