للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

درجة، وهو منشّط مفيد للأعصاب. وكلها ذات إشعاع (راديو أكتيفيتي)، يخرج منها الإشعاع الراديومي مما ليس له مثيل -كما يقولون- في ينابيع العالم.

نبع «المقلى» هذا الأول، قال الخبراء بأنه ينبثق من عمق ٢٣٠٠ متر، أُقيمت عليه بركة كبيرة من الحجر المنقوش المزخرَف تنحدر المياه على أدراجها في منظر بارع الجمال، وقد أقيم لهذا النبع بركتان كبيرتان للنساء مستورتان تماماً وأخرى للرجال، وفوقها أبنية ضخمة وبركتان صغيرتان أخريان خاصتان. وسُحبَت مياهها إلى داخل المغاني (الفيلاّت) فيستطيع المقيم فيها الاستحمام في أي وقت شاء ليلاً أو نهاراً. أما «البلسم» فهو ينبع من أرض منخفضة تحفّ به بركة واسعة وحدائق غنّاء، وفيه أربع برك للاستحمام عليها بناء ضخم وبركتان صغيرتان. أما الثالث الذي يُسمّى «الريح» فهو أمتع الينابيع وألذّها، يستطيع المستحمّ أن يبقى فيه ساعات. وقد أقيمت على بِرَكه الواسعة التي يمكن السباحة فيها مبانٍ كبيرة وجميلة، وفي كلّ ينبوع حَمّامات للرجال وأخرى للنساء وبينهما حجاب ساتر.

زرناها سنة ١٩٥٢ ووصفتها هذا الوصف في حديثي في إذاعة دمشق (وكانت الأحاديث في الإذاعة أسبوعية). ولم يكن يعرفها من الناس إلاّ قليل، فأقبل الناس عليها وتسابقوا إليها، وبنوا فيها وشادوا وزرعوا، فذهب ذلك كله إلى «إسرائيل»!

* * *

أمّا الذي أحيا هذا المشروع (لأن من الأمانة أن نذكر صاحب

<<  <  ج: ص:  >  >>