للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفضل بفضله) وغارس جنّاتها ورافع بنيانها فهو رجل رآها سنة ١٩١٠ مقفرة مهمَلة مملوءة بالأشواك والحيّات والوحوش (١)، فصنع فيها هذا كله، صنعه وهو شيخ في عمره ولكنه شابّ في قلبه. هذا الرجل هو سليمان نصيف، من الحقّ أن أذكر اسمه وقد مات (وأخوه أمين نصيف صاحب جريدة «مرآة الشرق»، من الصحف التي صدرت في مصر في وقت مبكّر). وقد عرض عليه اليهود مبالغ هائلة ليشتروا منه مشروع الحمة فأبى، ففاوضوه على أن يأخذوا الماء الذي يفيض عن الحمّامات لثلاثين سنة بمئة ألف جنيه فلسطيني في تلك الأيام، فأبى.

* * *

هذه هي الحمة ذات التاريخ المجيد القديم وذات المعادن والمنافع، والتي هي وقف إسلامي مصدَّق من أعلى الجهات القضائية وأعلى الهيئات السياسية في العالم، هذه التي أصبحَت الآن في أيدي اليهود، وسنستردّها إن شاء الله.

* * *


(١) هذه الفقرة إلى آخر المقالة لم ترد في طبعات الكتاب السابقة، وقد تضمنتها حلقة الذكريات التي صدرت في الجريدة في حينها. فترددت هنيهة وأنا أفكر: هل سقطت سهواً فاردّها حيث كانت أم حُذفتعمداً فأدَع الأمر على حاله؟ ثم ملت إلى إثباتها لأن فيها فائدة وعبرة (مجاهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>