في نجد وجعلتها على صورة قصة، أخذها أحد أبنائنا الأفاضل في الرياض فطبعها في كتاب صغير (١)، وقد دفع لي أخي ناجي من أيام مجموعة أخرى من أشعار نجد، وما أحسب بقعة في الأرض قيل فيها من الشعر ما قيل في الحجاز ونجد، وحسبكم «حجازيات» سيد شعراء الغزل، الشريف الرضيّ.
رأيت شجر الغَضا، وهو كثير في البوادي، فوجدته كشجر المشمش غير أنه أجمل شكلاً وأدقّ ورقاً وأشدّ خضرة. وما رأيت في البادية شجراً أكثر منه اخضراراً، أمّا جَمْره فهو كالفحم الحجري بلا مبالغة، في شدّة حرّه وطول بقائه.
واستعاروا إحدى سياراتنا لتأتي بالأمير، ودعونا إلى دار قوراء واسعة أخلوها لنا، وكانت دار مفتّش الحدود عبد العزيز بن زيد، وأظنّه الذي صار من بعد سفير المملكة في سوريا أو لعلّه غيره، وكانت أكبر دار في القريات وأجملها لكنها خالية لا شيء فيها لغياب صاحبها، ففرشناها من القليل الذي كنّا نحمله معنا والكثير الذي حملوه هم إلينا.
* * *
(١) اسمه «حلم في نجد»، وهو كُتيّب صغير في نحو أربعين صفحة (مجاهد).