للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشرق ومن الغرب؛ كل يزورها ليتلقّى (كما قال نيكسون هنا في كلمة له عرضها الرائي) يتلقّى الحكمة ويتلقّى المال: إما ريالات ودولارات وإما ذهباً أسود اسمه النفط، فكانت كما قال الأول:

نَشُدُّ أحمالَنا إلى ملِكٍ ... نأخُذُ مِن مالِهِ ومِن أدَبِهْ

لقد وضع عبد العزيز الأساس وأرسى الدعائم، وجاء أولاده يُعلّون الجدران ويقوّون الأركان ويجمّلون البنيان، مهتدين -إن شاء الله- بهدى القرآن.

* * *

أعود إلى الحديث عن جدّة وحولي ثمانية من الأطفال: سبعة صبيان وطفلة واحدة، أمهاتهم أربع من حفيداتي وآباؤهم اثنان من أحفادي (أو أسباطي) واثنان ليسا من ذرّيتي ولكن لهما مثل ما لهم من محبّتي؛ أنظر إلى الوليد نظرة وإلى أبيه نظرة: إني لأذكر تماماً الأب الطبيب وأخاه المهندس وهم أطفال كهؤلاء، كأني أنظر إليهم، ألمسهم، أضعهم في حِجْري، يوقظني من نومي بكاؤهم ويسعدني لعبهم وصخبهم، فكيف أتصوّر أن هذا الطبيب أو هذا المهندس بطوله وعرضه وشاربه ولحيته هو ذلك الطفل؟

هذا مثال جدّة اليوم وجدة الأمس.

هل تريدون -يا أيها الشباب- أن تروا جدّة كما رأيتها أول مرّة؟ هل تعرفون باب مكّة؟ لا أريد الحيّ كله بل الباب الذي

<<  <  ج: ص:  >  >>