أحَدّ ذكاء، وقد علمت بعد ذلك أنه الأمير عبد الله الفيصل.
وفي هذه المقالة وصف لقطع عنق قاتل وقطع يد مفسد في الأرض ورِجله، وهي في كتابي «من نفحات الحرم».
* * *
وزرت في مكّة الشيخ يوسف ياسين في جريدة «أم القرى»، وكان المشرف عليها. وأذكر أن مطبعتها كانت تُدار باليد، إذ لم تكن في مكّة -كما قلت- كهرباء، وكان الفضل في مدّها إليها لله ثم للصديق الفقيد الشيخ إبراهيم الجفالي ولأخويه اللذين لم أعرفهما (١). وممّن زرت في مكّة الشيخ عبد الله السليمان وزير المالية، بل الساعد الأيمن للملك عبد العزيز في أمور المال يوم كانت الموارد قليلة والخزانة غالباً فارغة، والملك كما يعرف الناس كلهم:
تعوّدَ بسطَ الكفِّ حتى لوَ انّه ... ثناها لقَبْضٍ لم تُطِعهُ أنامِلُهْ
ولو لم يكن في كفِّهِ غيرُ روحِهِ ... لجادَ بها، فليتّقِ اللهَ سائلُهْ
وأولاده في حياته ومن بعده كلهم على سنّته، لا يستطيعون ولو أرادوا أن يقولوا لسائل حاجة «لا»، ربّاهم على ذلك منذ الصغر.
زرت الوزير (أي عبد الله السليمان)، وإذا قيل «الوزير» كان هو المقصود، وشارع الوزير في الرياض عُرف به ونُسب إليه لأنه
(١) الشيخان علي وأحمد، وقد تفضّلا فزاراني فرأيتهما في الفضل والنبل كأخيهما رحمه الله.