للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أول شارع فُتح خارج السور. زرناه في داره في مكّة التي فيها الآن مكتبة الحرم، وكان البنّاؤون قد فرغوا يومذاك من بنائها، وكانت أجمل بناء جديد في مكّة، ربما جاء الناس من خارج مكّة ليروها. وكان لها حديقة كبيرة، بستان واسع قعدنا فيه وشربنا الشاي، فيه من الزهر أنواع وألوان وفيه من كل فاكهة زوجان، من أبهى ما رأيت من البساتين.

وزرنا دائرة الصحة، وأول من قام بها جماعة من الأطباء السوريين منهم رئيسهم الدكتور حمودة والدكتور بشير الرومي (وهو من حارتنا في دمشق) والدكتور مدحت شيخ الأرض، وسمعت أن الملك عبد العزيز رحمه الله ضحك لمّا سمع اسمه وقال: مَن جعلك شيخ الأرض؟ الناس يتقاتلون على قطعة منها ثم لا يكادون يصلون إلى امتلاكها! وكان هؤلاء الأطبّاء قبل الدكتور رشاد فرعون.

وزرنا المعهد السعودي، وأقيمت لنا فيه حفلة كبيرة خطب فيها بعض الأفاضل، ولولا أني نسيت أسماءهم لحلّيت هذه الحلقة بذكرهم، فقالوا وأحسنوا. وخطبت أنا خطبة مناسبة، افترى عليّ بعض الناس في دمشق فنسبوا إليّ فيها كلاماً لم أقُله، فاضطُررت أن أنشر في جريدة «ألف باء» في دمشق -لما عدت إليها- مقالة في عدد يوم ٨/ ٦/١٩٣٥ دفعت فيها عن نفسي هذه التهمة. والمقالة في كتابي «من نفحات الحرم» (١).

كانت أحياء مكّة لمّا زرتها ثلاثة عشر حياً، سألت مَن لقينا


(١) وهي مقالة «من دمشق إلى مكة» في الكتاب المذكور (مجاهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>