للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أهلها عنها وكتبت أسماءها هي: أَجْياد، والشُّبَيْكة، والباب، والقشاشية، والشاميّة، والقَرارَة، وسوق الليل، والنّقا، وجَرْوَل، وشِعب عامر، والسّليمانية، والمَعابدة، والمَسْفَلة.

وما زاد عليها فهو ممّا أُحدِثَ بعدُ، ومن هذه الأحياء ما هو كبير وما هو صغير. وقد امتدّت مكّة اليوم من مصنع الكسوة إلى ما بعد الجامعة أو المدينة الجامعية، مسافة أكثر من خمسة وعشرين كيلاً.

* * *

وبمناسبة ذكر الكسوة فقد كانت تُصنَع في مصر وتُرسَل كل سنة إلى مكّة، تَرِدُ إليها باحتفال كالاحتفال بالمحمل. والمحمل بدعة لا أصل لها في الشرع، ولقد قرأتُ (ولم أتحقق) أن أصله الهودج الذي كان يحمل شجرة الدرّ لمّا حكمت مصر أمداً قصيراً. هذا المحمل المصري، فما قصة المحمل الشامي الذي سبق الكلام عنه في هذه المذكّرات؟

وكان سبب إبطال هذه البدعة أن الحُجّاج من السلفيين من أهل نجد وصلوا إلى مِنى يوم النحر من سنة ١٣٤٤ فرأوا المحمل المصري منصوباً والجند من حوله يحفظونه ويضربون طبولهم وينفخون في مزاميرهم، أي أنها الموسيقى العسكرية تصدح عنده، فعجبوا ممّا رأوا وأنكروه، ورأوا الجند كأنهم يعظّمونه فلم يدروا ما هو، فقال قائل منهم: صنم، يعبدون صنماً في مِنى! وتصايحوا: الصنم الصنم، وأقبلوا يَحْصبونه ويرمونه كما يرمون الجمرات التي يرونها رمزاً للشيطان. وكان قائد الجنود المصريين

<<  <  ج: ص:  >  >>