للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رابع الفرسان الثلاثة (عماد الدين ونور الدين وصلاح الدين) وأحد القادة العظام في التاريخ العسكري كله. وهذا المرج تقوم اليوم في جانبه أبنية المعرض السوري الدولي، وفي الجانب الآخر الملعب البلدي والتّكيّتان: تَكيَّة (١) السلطان سليم وولده السلطان سليمان، وقد أقيمتا في موضع «القصر الأبلق» الذي شاده الملك الظاهر المدفون في مدرسته (الظاهرية) التي فيها المكتبة. ولهؤلاء الأربعة تراجم في كتابي «رجال من التاريخ» (والمرج كله وقف إسلامي كما قلت من قبل).

وخرّجَت دمشق قبلهم بطلاً عالمياً، نال بطولة العالَم في المصارعة سنة ١٩٠٧ وعمره خمس وعشرون سنة، وكان اسمه يملأ أرجاء الشام ويمشي على كل لسان، يتناقل الناس أخبارَ قوّته ويتحدّثون عن بطولته، هو صائب بك العظم. كان أستاذه في المصارعة بطل العالَم الكوج محمد، ثم سافر إلى باريس سنة ١٩٠٥ فدرس الرياضة على أصولها ودخل مدرسة دوبونيه (على اسم البطل المعروف). صارع على حلبات أوربّا وأميركا وبلغ من الشهرة والمجد الرياضي مالم يبلغه ممّن نعرفه أو نسمع به من العرب أحد، تُوفّي سنة ١٩٦١، وكان ضخم الجسم متين البناء، جسده كله عضلات، وكان أعجوبة من الأعاجيب.

صائب بك رجل اجتمعت له كل وسائل النبوغ، فهو من


(١) التكِيّة (ويلفظونها في الشام بتاء ساكنة في أولها) كلمة تركية الأصل تعني «رباط الصوفية»، وهي موضع للعبادة والتدريس وإطعام الفقراء. ولا أعرف الفرق بينها وبين «الخانقاه» (كلمة فارسية الأصل) التي هي دار للصوفية أيضاً، فما دخلت في عمري تكية ولا خانقاه (مجاهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>