آل العظم، أبوه وجيه كثير المال ولم يكن يبخل عليه بشيء، وكان قوي الجسد فلم يكن عجيباً أن ينبغ، ولكن العجيب هو محمد الزول، وهو رجل ليس من أسرة غنية ولا وُجد من يوفّر له الوسائل والأسباب، وكان يسكن في دار كانت ... لا، بل دعوني أرجع بكم قليلاً إلى الوراء.
لما كنت صغيراً سقطتُ فكُسرت يدي. وكنّا يومئذ نقصد المجبِّر، وهو بمثابة طبيب عظام بلديّ اكتسب خبرته بالتجرِبة لا بالدرس. وكان المجبّر في حي قديم اسمه حيّ القيمرية، وكان الدخول إلى بيته من حارة لم أرَ في عمري ولم أتخيل حارة أضيق منها، لو أردت دخولها الآن لما وسعتني أنا وبطني! في هذا البيت من هذه الحارة تَدَرّب الشابّ محمد الزول حفيد هذا المجبّر، أفتدرون إلى أين بلغ به هذا التدريب؟
لقد دخل مسابقة كمال الأجسام فكان بطل العالَم الثاني سنة ... عفواً لقد نسيت التاريخ، ولكن أذكر أنه كان قبل أكثر من ربع قرن، وله الآن معهد للتدريب والعلاج الطبيعي يؤمّه كثيرون من الشباب، بل ومن غير الشباب. وممّن كان يقصده من غير الشباب الشيخ رضا الحلو، وهو من تلاميذ صائب بك، وكان في الثمانين من عمره حين كان يذهب إلى هذا المعهد، يتدرب لئلاّ يشيخ!
وكان عندنا في الشام صنف آخر هم الأقوياء بالفطرة، كالذي قرأتم قديماً عن محمد بن الحنفية (وهو محمد بن علي ابن أبي طالب) وعن هلال بن الأسعر وقصته مع بطل المصارعة