للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(راجعوها في الأغاني للأصفهاني) (١)؛ أقوياء قوّة من الله ليست من ثمرة التدريب، منهم حَمي (٢) وابن عمّ أمي الأستاذ صلاح الدين الخطيب، كان من شيوخ القضاة في سوريا، وكان يعمد إلى الصفيحة المملوءة بالماء فيحملها بأصبعه، وكان يرفع أكثر من مئة كيل بيد واحدة. وقريب منه في القوّة صديقنا الداعية المخلص الشيخ صلاح الدين الزعيم، الأخ الأكبر لحسني الزعيم. ومثله الحاجّ أحمد المغربي الذي كان صاحب فندق الأهرام في بيروت، رحم الله الجميع.

ومن الأقوياء محمد علي بك العظم؛ كان يقعد على باب داره في الجسر الأبيض، فرأى مرّة عربة قد جمحت خيولها فاندفعت نازلة في هذا المهبط الخطر، وفيها امرأة معها طفلان وهي تستجير وتنادي، فصرخ: يا الله، ووثب فأمسك بمؤخرة العربة، وجرى معها قليلاً حتى أبصر ثغرة بين حجرين من حجارة الشارع فثبت قدميه فيها، وصبّ قوته في ذراعَيه ورجع بجسده


(١) هلال بن الأسعر من الأقوياء المعدودين. له أخبار طويلة عجيبة في الجزء الثالث من «الأغاني» لا يتسع المجال هنا لسردها، فمن شاء رجع إليها هناك. وكان صاحبَ بسطة في الجسم وقوة نادرة، وله أخبار في كثرة أكله لا تكاد تصدَّق؛ زعموا أنه أكل مرة مئتي رغيف في وقعة واحدة، وحمولةَ قارب صغير من التمر في أخرى، وسُئل عن أعظم أكلة أكَلها فقال: جعت مرة ومعي بعيري، فنحرته وأكلته إلا ما حملت منه على ظهري! (مجاهد).
(٢) «حمي» على وزن أبي وأخي، أي والد زوجتي، وهو من الأسماء الخمسة.

<<  <  ج: ص:  >  >>