ومن الأقوياء زميلنا في القضاء الأستاذ محمد آقْبيق، كان جسمه عادياً ما فيه عضلات بارزة، ولكنه أُوتي قوّة في ساعده فلو أمسك برأس فحل هائج من الإبل لجعله يلين ويخضع.
* * *
أقام أستاذنا الرفاعي الملعب وعلّمنا الحركات بأسمائها التركية:«تيكول» و «شفتاكول» وأنواع المحاور في الالتفاف حول «الثابث» والدوران، ونبغ كثير، وكان منّا جماعة ابتعدوا عن هذا كله فكان يعرّض بهم ويتّهمهم بالعجز والضعف، منهم أنا ورفاقي سعيد الأفغاني أستاذ النحو المتقاعد، وجمال الفرّا الذي صار الأمين العامّ (أي الوكيل) لوزارة المعارف والخارجية، ومحمد الجيرودي المحامي.
أما أنا فكنت أعشق الرياضة من صغري وأهوى القوّة، ولو عُرضت عليّ وأنا شابّ عزَب صورة فتاة عارية ظاهر فتونها وصورة رياضي قوي العضلات متناسق الأعضاء مكتمل القوّة لكان منظره أحب إلى نفسي من منظرها. ولكني كنت من صغري بالغ الحرص على كرامتي أضنّ بها أن أفتح لأحد باب المساس بها، فكنت أخاف إن أدّيت الحركة المطلوبة أن أسيء فيها فيسخروا مني، لهذا لم أكُن أعملها، ولكني كنت أراقب وأدقّق، فإذا انتهت الساعة وخرج الطلاب رجعت وحدي إلى الملعب فجربت أداء الحركات كلها.