للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لي منها الكثير الكثير، فلما كلّفَتني وزارة الأوقاف أيام الوحدة مع مصر أن أؤلّف عن «الأموي» كتاباً يكون دليلاً للسيّاح أخذت منها خلاصة وافية، وضعتها في كتاب عنوانه «الجامع الأموي» يبيعونه لزوّار المسجد من السيّاح ويأخذون (هم) ثمنه. ولم أبيّن فيه المراجع التي أخذت منها الأخبار لأنني في كتابي «أبو بكر الصدّيق» المطبوع من أكثر من خمسين سنة وكتاب «عمر بن الخطاب» ثم «أخبار عمر» الذي جمعته من مئة وسبعين مرجعاً، قد وضعت في الذيل مصدر كل خبر (الكتاب والطبعة والجزء والصفحة)، فأخذ ذلك كُتّاب كبار وصغار منهم العقاد في «العبقريات» ومحمد حسين هيكل، ونسبوا الخبر إلى مصدره وأهملوا ذكر كتابي الذي نقلوا منه اسم المصدر، ولي على ذلك أدلة وبراهين وقد قلته من قبل، سامحهم الله.

ولست أعرض هنا لما في كتابي «الجامع الأموي» لأني لا أكتب اليوم بقلم المؤرّخ، بل أتكلم بلسان المحدّث.

لقد كان الأموي -يومئذٍ- حافلاً بحلقات التدريس، لا يكاد يخلو من ثلاث أو أربع منها (على الأقل) إلاّ ساعات محدودات قبل الظهر وبعده؛ فيه دروس بعد الفجر ودروس بعد العصر ودروس بعد المغرب. في مقدمتها حلقتا المحدّثَين الكبيرَين الشيخ بدر الدين الحسني الذي كانوا يدعونه المحدّث الأكبر، والشيخ السيد محمد بن جعفر الكتاني.

أما الشيخ بدر الدين فإني من يوم عرفت الدنيا كنت أسمع باسمه وأنه شيخ علماء الشام، ولقد وصفت مرّاتٍ درسه

<<  <  ج: ص:  >  >>