للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الماركسيّون ومن هم الشيوعيون؟ فلا يدري أحد منهم إلاّ العلماء بالنِّحَل والمذاهب، كما يجهل أكثر الناس مَن هم القرامطة. لقد ضربَت صخرةَ الإسلام موجاتٌ إثر موجات، وكانت كلّ موجة في ساعتها مثل الجبل، فارتدّت الأمواج وابتعد البحر وبقيَت صخرة الإسلام قائمة، لأن الله هو الذي تعهّد بحفظه، وما تعهّد الله بحفظه لا يستطيع أحد أن يعتدي عليه.

قام إبراهيم يؤذّن بالحج يدعو الناس إليه فلبّى منهم من لبى، ثم قام محمد عليه الصلاة والسلام يجدد دعوة إبراهيم فلباه مَن وفّقه الله إلى الإيمان، ووقفت قريش تمنع الناس أن يلبوا دعوة محمد، حالت بينها وبين الناس، أرادت أن تحبسها في هذا الوادي بين هذين الجبلين، فأين اليوم قريش لتسمع هذه الملايين تنادي تهتف كلها «لبّيك اللهم لبّيك»، يلبّون دعوة الله التي بلغتهم على لسان محمد عليه الصلاة والسلام؟

«لبّيك اللهم لبّيك».

هذا هتافنا في حجّنا عند المواقيت وعند حدود دولة الحرم، ننزع ثيابنا عن أجسادنا ونخلع ما لا يرضى عنه ربّنا، ونستجيب لربّ العالمين ونقول: «لبّيك»، وعند أنصاب الحرم، الحرم دار السلام إن عمّت الأرض الحرب، الحرم دار الأمان إن شمل الدنيا الخوف، والحرم حيث كل حيّ آمن؛ الناس آمنون، والحيوان آمن، والنبات آمن. ليس هنا حرب ولا قتال، الأشجار هنا لا تُقتطع، الحيوان هنا لا يُصاد، الناس هنا آمنون لا يعتدي أحد على أحد، عند أنصاب الحرم نقول: «لبّيك اللهم لبّيك».

<<  <  ج: ص:  >  >>