للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صنع بهم نصف قرن من التكفير شيئاً.

إن الخبز إنْ خيف عليه العفَنُ أو تسرّب إليه نَشَره أهل القُرى في الشمس فيذهب عفنه، لأن الشمس تقتل جراثيم الأمراض، فلا تخافوا من جراثيم الشيوعية والوجودية والإباحية والعصبيات الجاهلية ما دامت في الدنيا عرفات وشمس عرفات.

مهما فرّقَت بين المسلمين الحدود في الأرض، والرايات فوق المدن، والألسنة والألوان والنِّحَل والمذاهب، فإنهم إذا داروا من حول الكعبة عادوا إخوة متحابّين، وإن وقفوا في عرفات رجعوا أمة واحدة، لا هي أمة العرب ولا أمة الفرس ولا هي أمة المشرق ولا أمة المغرب، بل أمة محمد ‘، أمة «لا إله إلاّالله محمد رسول الله». هل تستطيع أن تفرّق هنا بين مشرقي ومغربي وعربي وتركي؟ لباسهم واحد وهتافهم واحد ودينهم واحد؛ تجمعهم كلمة الإسلام فلن تفرّقهم كلمات جاءت من عند الشيطان.

إن شمس عرفات التي تقتل جراثيم الأمراض ستقتل جراثيم هذه النحَل والملَل الجديدة، سينساها الناس كما نسوا قوماً كانوا أشدّ وكانوا أجرأ على الله منهم. أين القرامطة الذين وطئوا بخيولهم أرض الحرم وقتلوا الطائفين من حول الكعبة وقلعوا الحجر الأسود وذبحوا الحُجّاج ذبح النعاج؟ أين القرامطة؟ إن تسعمئة وتسعة وتسعين من القراء يسألون الآن: مَن هم القرامطة؟ بعد ذلك البطش وذلك الجبروت صار الناس يسألون: مَن هم القرامطة؟!

وسيأتي يوم من الأيام يسأل فيه السائلون: من هم

<<  <  ج: ص:  >  >>