راياتهم ولا حدود على الخريطة لبلادهم، ولا (أيديولوجيات) دخيلة عليهم، لا ندين بالطاعة إلاّ لربّنا ولنبيّنا ولمن تبع كتاب ربنا وحكم به وبسنّة نبيّنا وسار عليها. لقد أُخذَت الأرض من أطرافها فوُضعت هنا: هنا مصر، وهنا الشام، وهنا العراق، والهند المسلمة هنا، وماليزيا هنا، وأندونيسيا هنا، هنا العرب وهنا الترك، وهنا الفرس وهنا الأكراد وهنا البربر، وكلهم هنا سواء. أما ترونهم؟ لباسهم واحد، وهتافهم واحد، ونظامهم في المشاعر واحد، يجتمعون في المكان الواحد في الوقت الواحد ويفارقونه في وقت واحد ويعملون فيه العمل الواحد؟
مسلمون لا يعرفون غير الإسلام، مسلمون يرفضون كل ما يخالف الإسلام لا يخافون في إقامة شعائره إلاّ الله. مسلمون مهما حملنا في سبيل الإسلام من الأهوال التي تتزلزل منها رواسي الجبال. من يقدر أن ينزع إسلامنا من نفوسنا؟
لقد لبثَت فرنسا في الجزائر قرابة قرن ونصف القرن، سخّرَت عقول أبنائها وأيديهم وسلطان حُكّامها وسلاحهم، بذلت ما تعجز عن مثله الجبابرة لتُخرِج المسلمين من عروبتهم ومن دينهم، فما إن انزاح عن صدر الجزائر ثقل الاستعمار حتى تبيّن أن الإسلام مكانَه لا يزال. والبلاد التي أقاموا دونها سوراً حديدياً واستمدّوا من أبالسة الجحيم ومن مَرَدة الشياطين كلَّ خطّة لتكفيرهم بدين محمد رسول الله وحملهم على دين الملعون ماركس اليهودي رسول الشيطان، سيزول عنها سلطانهم وتعود مسلمة بإذن الله. وهؤلاء الأتراك ما زالوا مسلمين، مسلمين ما