للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثقافية البشرية، وبإمكانية تحقيق طموحاتهم في هذه الحياة القريبة. وظل الاتجاه إلى الـ" secularism" يتطور باستمرار خلال التاريخ الحديث كله باعتبارها حركة مضادة للدين ومضادة للمسيحية".

"وهكذا يتضح أنه لا علاقة للكلمة بالعلم، إنما علاقتها قائمة بالدين ولكن على أساس سلبي؛ أي: على أساس نفي الدين والقيم الدينية عن الحياة. وأولى الترجمات بها في العربية أن نسميها "اللادينية" بصرف النظر عن دعوى "العلمانيين" في الغرب بأن "العلمانية" لا تعادي الدين، إنما تبعده فقط عن مجالات الحياة الواقعية: السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية .. إلخ، ولكنها تترك للناس حرية "التدين" بالمعنى الفردي الاعتقادي، على أن يظل هذا التدين مزاجًا شخصيًا لا دخل له بأمور الحياة العملية" (١).

وتتفق كلمة الباحثين السابقين على أنه لا صلة للعلمانية بالعلم، وفي ذلك يقول "الخطيب" بعد السرد السابق لها في المعاجم الفرنسية: "فكل واحدة من هذه النسب تصلح أن تكون مقابلًا للكلمة الفرنسية (seculaire), إلا العلم فلا يدخل في مدلولاتها في أي مرجع غير عربي. . . ." (٢)، وهي النتيجة نفسها التي توصل إليها الدكتور السيد فرج (٣)، وتبعًا لذلك تذهب الأبحاث السابقة إلى أن المصطلح العربي العَلمانية مشتق من العَالَم بفتح العين، ويذهب إلى هذا مجموعة من المدافعين عن العلْمَنة أيضًا (٤)، وفي المقابل هناك طائفة من المدافعين عن العلمانية يرون أن أصلها مشتق من العِلم، بكسر العين (٥).

وإذا كانت الكلمة بعيدة عن العلم من جهة الترجمة، إلا أن المدافعين عن


(١) مذاهب فكرية، محمَّد قطب ص ٤٤٥.
(٢) المرجع السابق (جذور العلمانية) ص ١٥٦.
(٣) انظر: المرجع السابق ص ١٣٩ - ١٤٠، وكذا أ. د. عبد الصبور شاهين ص ١٢٣ - ١٢٤ من (جذور العلمانية).
(٤) انظر: الفكر العربي في القرن العشرين. . . . ٢/ ١٦٥، وانظر: الصحوة الإِسلامية في ميزان العقل، د. فؤاد زكريا ص ٤٦، وانظر: مجلة "الطريق" حيث محور عددها الرابع سنة (١٩٩٥ م) العقلانية والعلمانية، مقال (العلمانية بوصفها أيدلوجيا. . . .)، د. أحمد برقاوي ص ٤٦ - ٤٧.
(٥) انظر: العلمانية من منظور مختلف، د. عزيز العظمة ص ١٧ - ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>