للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنه كان أهم شخصية دون منازع بما أثاره، وسأعتمد على ملخص جيد وضعه يوسف كرم (١) عن صراع جاليليو مع الكنيسة، وأجعله ثلاثة أجزاء:

أ - الصراع الأول.

ب - الصراع الثاني.

ج - ما بعد الصراعين "النتائج".

أ - الصراع الأول: بعد أن أصبح جاليليو شخصية أوروبية مشهورة يجالس كبار الساسة والبابا وهم قادة أوروبا، ونشر بعض ما نشر، وقع الصراع الأول وخلاصته:

١ - أخرج عالم من روما كتابًا يتهم فيه جاليليو "بمخالفة التأويل السلفي للكتب المقدسة".

٢ - قام جاليليو بإخراج رسائل يدافع فيها عن نفسه، وقام فيها "بتأويل النصوص الكتابية المعترض عليها طبقًا لنظريته".

٣ - تدخل أحد رجال الكنيسة الكبار في الصراع ونصح جاليليو "بأن يقتصر على التدليل العلمي، ويعرض نظريته على أنها فرض أبسط من النظرية القديمة، ويدع تفسير الآيات الكتابية إلى اللاهوتيين ولكنه لم يستمع إلى هذه النصيحة: ونشر تفسيرًا جديدًا لبعض الآيات".

٤ - عندها طلب منه ديوان التفتيش الكنسي أن يمتنع من الجهر برأيه ووعد بالامتناع، وبعدها قرر ديوان التفتيش إضافة إلى ذلك تحريم كتاب كوبرنيكوس ما لم يصحح، بعد أن كان مسموحًا به.

لقد كان الصراع القائم مع معارضيه بسبب تحمّسه لنظرية يرونها مخالفة لما عندهم من معتقدات بخلاف نشاطه العلمي الآخر فما كان موطن اعتراض، بل كان يلاقي الدعم والتشجيع، ويكفي أنه كان من المقربين لقيادات المجتمع آنذاك.

وهذه مسألة من المهم إبرازها، فإن هذه الحقيقة يُغفلها العلمانيون، وبعض من ينقل عنهم قد لا ينتبه لكل هذه الأبعاد في قصة الصراع وحقيقته، وهو تأكيد


(١) انظر: تاريخ الفلسفة الحديثة ص ١٩ - ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>