للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"لأيديولوجية علمية في عصر علمي" كما يقال، وهذه بعض النماذج من المذاهب والتيارات الفكرية النابعة من روح المذهب الداروني:

١ - المذهب التطوري:

المرتبط باسم "داروين" مثل: "الدارونية"، و"الدارونية الجديدة"، وأشهرها "الدارونية الاجتماعية"، وكانت جميعًا ذات شهرة في نهايات القرن وذات منحى مادي مُتلبس بدعاوى علمية.

٢ - الصلة بين الدارونية والمادية في صورتها الماركسية:

نظرًا لأن الدارونية أصبحت تمثل روح العلم في تلك المرحلة وهي في الوقت نفسه ذات تصور مادي، فهي بهذا الوضع ستكون كالمغناطيس الجاذب للمذاهب المادية، ولذا غازل "ماركس" "داروين" وجعل الإهداء في كتابه: "رأس المال" لداروين. ويقول مجموعة من الأساتذة السوفيات الماركسيين بأن داروين لقي عالي التقدير من ماركس، وأنه يرى بأن "مؤلف داروين هذا غاية في الأهمية، وهو يصلح لأن يكون أساسًا علميًا -طبيعيًا لفهم الصراع التاريخي للطبقات"، ومنذ السبعينات "راح مؤسسا الماركسية يركزان الاهتمام على المسائل الفلسفية لعلوم الطبيعة" (١)، وكان "ماركس" يرى بأن الدارونية قد شكلت أساسًا جوهريًا للمادية والشيوعية (٢)، وقد كان المذهب الماركسي أشهر تيارات الفكر نهايات التاسع عشر وبدايات العشرين (١٣ - ١٤ هـ)، ومع اتساع رقعته في أوروبا والعالم فقد أسهم بدور بارز في نشر هذه الأبعاد السيئة باسم العلم.

٣ - الصلة بين الدارونية وطائفة من اليهود:

كان ممن استثمر هذه النظرية بصورة أو أخرى يهود أوروبا، فربما وجدوا فيها فرصة لنشر ضلالهم تحت غطاء علمي، وقد سبق رؤية أصابعهم في الثورة الفرنسية التي حطمت سيطرة الكنيسة ودينها، وهاهم يلتفون حول التيار المادي والعقلي والشكي، وأخيرًا حول الدارونية، يقول محمَّد قطب: "من بين الأسماء "اللامعة! " التي شكلت الفكر الأوروبي الحديث ثلاثة أسماء على الأقل من


(١) موجز تاريخ الفلسفة لجماعة من الأساتذة السوفيات ص ٤٤٨.
(٢) انظر: خديعة التطور، يحيى هارون ص ٧ وفيه أيضًا نص إهداء ماركس لداروين.

<<  <  ج: ص:  >  >>