للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"كبار" اليهود: ماركس وفرويد ودوركايم. . . . كل منهم قام بدوره في زلزلة الفكر الأممي وإعادة تشكيله على النحو المطلوب. . وكل منهم قام بدوره في تحطيم الأعداء الألداء للمخطط اليهودي: الدين والأخلاق والتقاليد. . وكل منهم بني أفكاره "العلمية"، على أساس النظرية الدارونية من هنا أو من هناك. ." (١)، وهذا الدور المشبوه سيكون موضع تحليل في الفصل القادم بإذن الله.

٤ - الأثر العام للدارونية:

يساعد تحول الدارونية إلى مذهب في توسع دائرة أثرها، وأغلب الكتاب المؤرخين للفكر الغربي يذكرون امتداد أثرها إلى مجالات شتى، وفي ذلك يقول "برينتون": "لقد امتد أثر داروين إلى الفلسفة والاقتصاد، وإلى كل العلوم الاجتماعية الوليدة" (٢)، ويذكر "رونالد" بصورة ربما تكون مبالغة بأن الدارونية "قد أثرت في كل ميدان من ميادين العالم الحديث" (٣)، بل أصبحت داعمًا للروح الفردية الرأسمالية الحديثة الأشرة، وذلك أنها تعبير عن استثمار القوي الغني للثروة التي بين يديه في السيطرة والاستغلال تحت مبدأ قانون الغاب الداروني، وهذا ما يفسر إعجاب كبار الرأسماليين بداروين، مثل "روكفللر" وغيره (٤)، ويفسر خروجها من الدوائر الأكاديمية إلى ميادين التجارة والصناعة (٥).

أعجب بها أيضًا الاشتراكيون سواء كانوا ماركسيين وقد سبق ذكرهم، أو كانوا امتدادًا لاشتراكية "سان سيمون" وغيره، وذلك لما في الدارونية من عداء للدين، ومساندتها للمذهب الطبيعي، وفيهم من يرى بأنها الأساس العلمي للمذهب الاشتراكي (٦).

وهكذا نلاحظ الأثر الكبير الذي أحدثته نظرية علمية دوّنها صاحبها في


(١) مذاهب فكرية معاصرة ص ١٠٠ وقد وضّح وحلل دور الثلاثة ص ١٠٠ - ١١٨.
(٢) تشكيل العقل الحديث، برينتون ص ٢٢٢.
(٣) المرجع السابق ص ٤١٦.
(٤) انظر: تاريخ الفكر الأوروبي الحديث، رونالد ص ٤٣٠.
(٥) انظر: المرجع السابق ص ٤٢٣.
(٦) انظر: تاريخٍ الفكر الأوروبي الحديث ص ٤٣٠. وقد أخرج الفيلسوف البراجماتي "جون ديوي" كتابا بعنوان: (أثر داروين في الفلسفة)، انظر: نفس المرجع ص ٤٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>