للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها قد انساق مع الفهم السائد في فلسفة العلم الغربية، من جهة حصر العلم في باب العلوم العقلية البشرية، وإغفال الحديث عن العلم الديني وكأنه قد خرج من مفهوم العلم، بل إن عددًا منها يبدأ بتعريف العلم على أنه اشتقاق من لفظته الإِنجليزية أو الفرنسية أو جذوره القديمة في لغاتهم، ويندر من يعود إلى المعاجم العربية والمكتبة الإِسلامية، وهذا مؤشر لافت عن سعة تغرب المفاهيم والمصطلحات الحديثة في الفكر العربي المعاصر.

فماذا نجد من تعريفات للعلم في المكتبة العربية المعاصرة؟ هذه بعض النماذج من تعريفات العلم: "العلم بحث بمنهج ولهدف، فهو معرفة الشيء على ما هو به. وهو بمعنى المعلوم" (١)، ومنها: "العلم نسق من المعارف التي ترتبط بعضها ببعض ارتباط النتائج بالمقدمات في الاستدلال السليم. ففي العلم إذن نستخلص قضايا كلية أو جزئية من عدد قليل من المبادئ والقوانين التي نفترض صدقها أو نتحقق منه" (٢)، ومنها: "العلم هو إدراك القانون؛ أي: التوصل إلى كنه العلاقات الشاملة والضرورية فيما بينها مما يتيح تفسير سبب حدوث الظاهرة على هذا النحو. ." (٣).

وقد ارتبطت بالفكر الحديث -ولاسيّما في مجال الفلسفة- مجموعة مجالات تهتم بالعلم مع غيره أو بالعلم وحده مثل: "نظرية المعرفة" و"الميتودولوجيا - علم المناهج" و"فلسفة العلوم، مثل: الوضعية، والوضعية المنطقية، والتطورية، والمادية وغيرها" و"الإيبستيمولوجيا" و"تاريخ العلم" (٤).

° العلم الحديث "منهجه والطريق إليه وإلى نظرياته":

تُرجِع فلسفة العلم الحديثة العلمَ إلى نوعين: العلوم الرياضية بمنهجها


(١) مفاتيح العلوم الإنسانية. .، د. خليل أحمد ص ٢٨٩.
(٢) الموسوعة الفلسفية العربية، مادة (علم) من قسم الاصطلاحات والمفاهيم، كريم متى ص ٦٠٨، وانظر: المعجم الفلسفي، د. جميل صليبا ٢/ ٩٩ وما بعدها.
(٣) في فلسفة العلوم، د. إبراهيم مصطفى ص ٢٣، وانظر: فلسفة العلم، د. صلاح قنصوه ص ٥٦ - ٥٧، وانظر: مشكلة الفلسفة، د. زكريا إبراهيم ص ٩٥ وما بعدها.
(٤) انظر حول تعريفها والفروق بينها وعلاقتها بالعلم: مدخل إلى فلسفة العلوم. . . .، د. محمَّد الجابري ص ١٧ وما بعدها، وانظر حول الفرق بين العلم وفلسفة العلم: الموسوعة الفلسفية العربية، مادة (علم) من قسم الاصطلاحات والمفاهيم، كريم متى ص ٦٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>