للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تتيسر التجربة كما في علم الفلك فحظه الملاحظة، والتجربة أساسية في علوم أخرى كما في الكيمياء (١).

تأتي الفرضية "أو التفسير العلمي المؤقت للظاهرة" بعد الملاحظة والتجربة، والفرض العلمي هو عبارة عن وضع علّة تكون الظواهر أو الأشياء الملاحظة، أو موضوع التجربة معلولة لها وأثرًا من آثارها. إنه جهد عقلي للبحث عن علاقة عامة بين مجموعة من الظواهر، وهو محاولة لإعطاء تفسير للظاهرة المشاهدة، فمثلًا عندما يلاحظ أحدهم تكسر كوب من الزجاج على النار وسجَّل كل ملاحظاته، ثم قام بتجارب يغير فيها من الحرارة أو من الزجاج أو من الظروف، وسجل كل ذلك، يأتي هنا دور التفسير "وهو الفرض" في تبيين سبب تكسر الكأس الزجاجي عند وضعه على النار، فيكون أن الحرارة تزيد من أبعاد الأجسام الصلبة (٢). ومن المهم بعد صياغة الفرض العلمي وضع طرق للتحقق منه، ولأهل العلوم والمناهج طرق مقترحة في التحقق من الفروض العلمية (٣).

ويُعد الفرض الطريق إلى القانون العلمي والنظرية العلمية، "يقوم الفرض بمهمته وهو غفل من الاسم والعنوان، ويظل كذلك حتى يعمّد بالتحقيق والإثبات، فيصير قانونًا أو نظريةً ويتسمى بهما" (٤)، فالقانون العلمي هو تفسير نهائي للظاهرة قد تحقق منه، مع خلاف في فلسفة العلم: هل هو تفسير لها؟ أم


(١) حول (الملاحظة والتجربة) انظر: أسس المنطق والمنهج العلمي، د. محمَّد الشنيطي ص ١٢٧ - ١٣٦، فلسفة العلم، د. صلاح قنصوه ص ٢٠٠ - ٢٠٥، التفكير العلمي -الأسس والمهارات، مجموعة مؤلفين ص ٧٧ - ٨٤، الاستقراء والمنهج العلمي، د. محمود زيدان ص ٦٠ - ٦٣، المنطق ومناهج البحث، د. ماهر عبد القادر ص ١٥٩ - ١٨١.
(٢) حول (الفرض العلمي) انظر: الاستقراء والمنهج العلمي، د. محمود زيدان ص ٣٦ - ٧١، العالم بين العلم والفلسفة، جاسم العلوي ص ٣٢، وانظر: فلسفة العلم، د. صلاح قنصوه ص ١٨٧ - ١٨٩، التفكير العلمي -الأسس والمهارات، مجموعة مؤلفين ص ٨١ - ٨٣، أسس المنطق والمنهج العلمي، د. محمَّد الشنيطي ص ١٣٧ - ١٤٣، المنطق ومناهج البحث، د. ماهر عبد القادر ص ١٨٥ - ٢١٦.
(٣) انظر مثلًا: أسس المنطق والمنهج العلمي، د. محمَّد الشنيطي ص ١٤٤ - ١٤٩، الاستقراء والمنهج العلمي، د. محمود زيدان ص ١٢٦ - ١٣٥.
(٤) فلسفة العلم، د. صلاح قنصوه ص ١٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>