للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو فقط مجرد وصف مفيد؟ (١)، وهناك من يشترط في العلم الوصول إلى قانون، وهناك من يرى هذا الشرط مؤديًا إلى تضييق دائرة العلم، ولهذا يتسامحون مع العلم ويكتفون بأن ما حوى الدراسة المنظمة القائمة على منهج واضح والمستندة إلى الموضوعية يمكن أن نسميه علمًا (٢).

يمثل النموذج السابق الصورة الأشهر للمنهج العلمي حتى نهايات القرن الثالث عشر/ التاسع عشر، وعمدته على الاستقراء، يقول د. محمود زيدان: "ونلاحظ أن الاستقراء هو منهج البحث في العلوم التجريبية كالطبيعة والكيمياء والأحياء كما تستخدمه بعض العلوم الإنسانية كعلوم النفس والاجتماع والتاريخ. وهدف المنهج الاستقرائي أن يوصلنا إلى كشف القوانين، فالنتيجة الاستقرائية هي صيغة القانون العلمي؛ ومن ثم سُمِّي الاستقراء منهج الكشف أو منطق العلوم التجريبية" (٣)، ومراحل الاستقراء التقليدي ثلاث: " (١) الملاحظة والتجربة. (٢) وضع الفروض. (٣ ضض) تحقيق الفروض" (٤).

ولكن مع نمو المعرفة العلمية وظهور نظريات جديدة وتقدُّم الأجهزة وقع بعض التحولات في المنهج مع عدم إلغاء القديم، ويتبع ذلك تجديد مسمى الفرض العلمي، فتكون ثلاثة فروض، هي: التفسير العلمي ويمثله المنهج السابق، والتفسير الوصفي بحيث تبتعد عن العلية التي يمتاز بها النوع الأوّل، مثل نظريات علم الفلك، فهي لا تصل إلى مفهوم القانون العلمي العلي، وهي فروض مؤقتة تقبل التطوير (٥). أما الثالث فهو التفسير الفرضي الذي يعطي تصورًا جديدًا للمفاهيم السابقة في المنهج التقليدي ولاسيّما من جهة تخفيف الاعتماد على العلية، كما أن الملاحِظ يدخل مشاركًا فيه، ومن هنا تدخل الاستنباطات الرياضية والرؤى الفلسفية (٦)، وبهذا تكون النظريات المعاصرة أكثر تعقيدًا


(١) انظر: المرجع السابق ص ١٨٩ - ١٩٥، وانظر: التفكير العلمي -الأسس والمهارات، مجموعة مؤلفين ص ٨٤.
(٢) انظر في: فلسفة العلوم، د. إبراهيم مصطفى ص ٢٧.
(٣) الاستقراء والمنهج العلمي، د. محمود زيدان ص ٣٠.
(٤) المرجع السابق ص ٥٩.
(٥) انظر: الاستقراء والمنهج العلمي ص ٢٠٦.
(٦) انظر: المرجع السابق ص ٢١٦ - ٢٥٤، وانظر: التفكير العلمي -الأسس والمهارات، =

<<  <  ج: ص:  >  >>