للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغموضًا، وربما تختلط فيها الفلسفة بالعلم، والذاتية بالموضوعية، ويصبح العالم مشاركًا بعد أن كان يطلب استقلاله (١).

وتأتي النظرية العلمية في نهاية المطاف، فما هي؟ وما دورها في العلم الحديث؟ وما سبب إثارتها للمشكلات الفكرية والاجتماعية؟

° النظرية "مكانتها في المنهج العلمي، وتعريفها":

تأخذ النظرية العلمية مكانًا مميزًا في المنهج العلمي الحديث وفي فلسفة العلم الحديثة، ففي المنهج العلمي تُعد "الخطوة النهائية هي إنشاء النظرية العلمية" (٢)، وهي تُعد "التتويج النهائي للمنهج العلمي، وحصاد خطواته الأخيرة. فكل ما يهدف إليه المنهج العلمي نجده دومًا في النظرية العلمية، فهي التي تحشد الوقائع والمفهومات والفروض والقوانين في سياق ملتئم واحد" (٣).

ويقول د. عادل عوض عن أهميتها: "النظريات العلمية ضرورة من ضروريات العلم، فالحقائق التي نصل إليها عن طريق التجارب العلمية أو عن طريق الملاحظة لا يمكن أن نتركها مبعثرة غير متماسكة، بل إن الفكر البشري يدأب على الجمع بينها ولمّ شعثها في نظام واحد متناسق يربط أجزاءها ويجعل منها وحدة متصلة من التفكير. هذه الوحدات المتصلة من الحقائق والأقوال هي ما يسمى بالنظرية العلمية، والنظريات العلمية في تطور مستمر، فهي تنمو بنمو المعرفة البشرية وترتقي بارتقائها" (٤)، وكذا عن أهميتها في فلسفة العلم يقول د. بدوي عبد الفتاح: "حظيت النظرية العلمية باهتمام فلاسفة العلم، باعتبارها نموذجًا للمعرفة العلمية بمعناها الدقيق" (٥).

يوجد تنوع في تعريف النظرية العلمية، ويشير هذا التنوع في التعريفات إلى


= مجموعة مؤلفين ص ٨٤ - ٨٦، وانظر: أسس المنهج القرآني. . . .، د. منتصر مجاهد ص ١٧٧ وما بعدها.
(١) انظر: من: نظريات العلم المعاصر إلى المواقف الفلسفية، د. محمود زيدان ص ٨٢ - ١٠٠.
(٢) التفكير العلمي -الأسس والمهارات، مجموعة مؤلفين ص ٩٠.
(٣) فلسفة العلم، د. صلاح قنصوه ص ١٩٥.
(٤) فلسفة العلم في فيزياء أينشتين. . . .، د. عادل عوض ص ١٨٠.
(٥) فلسفة العلم، د. بدوي عبد الفتاح ص ١٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>