للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمحدثات الملحقة به، ثم الانطلاق بعد ذلك في مجالات العصر المختلفة.

ج- المؤتمر السنوي:

حيث دعا إلى عقد مؤتمر سنوي لمسلمي الهند، وترأس خمسة منه، ويظهر في أوراق المؤتمر -بحسب ما عُرض في جريدة المؤيد المصرية- إلحاح القوم على طلب العلوم العصرية للخروج من الضعف واللحاق بركب العالم القوي المتقدم، مع مبالغة بعضهم في إعلان التبعية للغرب من مثل: "إن النور اليوم يأتي من الغرب بعد أن كان يشرق من الشرق، فيجب أن نأخذ من أوروبا علومها ومدنيتها"، إلى غيرها من المقالات (١).

وخلاصة هذا الموقف: أنه موقف أراد أن يمثل صورة جديدة للإسلام في الهند، وجعل من صلب مشروعه: الدعوة للعلوم العصرية والحضارة الغربية الحديثة، ومن أجل استجلابها فلا بأس في منهجهم من إعادة النظر في الإِسلام ونصوصه التي تتعارض مع تلك الحضارة لتأويلها تأويلًا يسمح بأخذنا كل تلك الحضارة، ولم يفرق القوم فيما يظهر بين حسنات الحضارة الغربية وسلبياتها، وهم وإن تفوقوا على أصحاب الاتجاه الأول في التعرف على العلوم الجديدة؛ وفهم بعضها فإنهم فقدوا شخصيتهم وهويتهم، ونشأ منهم "جيل مثقف إسلامي الاسم، غربي التفكير، إنجليزي الطراز، مضطرب العقيدة في بعض الأحيان. . . ." (٢)، وهذا ما كان يريده المستعمر آنذاك.

انقضى القرن الثالث عشر/ نهايات التاسع عشر على هاتين المدرستين، مدرسة الديوبندية، ومدرسة سيد خان، كل منهما مصرّ على موقفه، فجاءت جماعة من العلماء بمحاولة لتدارك الوضع، وأسسوا جمعية "ندوة العلماء" سنة ١٣٠٠ هـ -١٨٩٣ م، وكان هدفها إصلاح مناهج التعليم في المعاهد الدينية؛ "حتى تجمع بين علوم الكتاب والسنة والعلوم العصرية"؛ ليتخرج منها من يجمع بين الثقافتين الجديدة والقديمة، ويتقدم إلى ميدان العلم مستنيرًا بكتاب الله وسنة رسوله، ويأخذ بالصالح من العلوم الحديثة والمعارف الجديدة (٣)، وبحسب قول


(١) انظر: زعماء الإصلاح في العصر الحديث، أحمد أمين ص ١٣٢ - ١٣٤.
(٢) الأصل بين الفكرة الإِسلامية والفكرة الغربية، أبو الحسن الندوي ص ٧٤.
(٣) انظر: أبو الأعلى المودودي حياته وفكره العقدي، حمد الجمال ص ٦٣ - ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>