للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمسلمين بخاصة، بالأسلوب الغربي، وذلك بهدف إلغاء شخصيتهم المستقلة وخصائصهم المتفردة وجعلهم أسرى التبعية الكاملة للحضارة الغربية" (١).

ويربط الدكتور "علي النملة" بين التغريب والتنصير أثناء حديثه عن التنصير فيقول: "وذلك بالسعي إلى نقل المجتمع المسلم في سلوكياته وممارساته، بأنواعها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأسري والعقدي، من أصالتها الإِسلامية، إلى تبني الأنماط الغربية في الحياة، وهي المستمدة من خلفية دينية نصرانية أو يهودية. وفي هذا يقول سيرج لاتوش، في كتابه تغريب العالم: إن تغريب العالم كان لمدة طويلة جدًا -ولم يكف كليًا عن أن يكون- عملية تنصير، إن تكريس الغرب نفسه للتبشير بالمسيحية يتضح تمامًا قبل الحروب الصليبية الأولى، في انطلاقات التنصير قسرًا، وإن مقاومة شارل مارتل في بواتييه، وأكثر من ذلك تحويل السكسون إلى المسيحية بوحشية على يد القديس بونيفاس (٦٨٠ - ٧٥٤ م): ألا يشكل ذلك الحرب الصليبية الأولى، وأقصد القول بأنه شهادة لتأكيد ذاتية الغرب كعقيدة وكقوة؟. وهكذا، نجد أن ظاهرة المبشّرين بالمسيحية هي بالتأكيد حقيقة ثابتة للغرب، باقية في ضميره بكل محتواها الديني، يجدها الإنسان دائمًا في العمل تحت أكثر الأشكال تنوعًا، واليوم أيضًا، فإن أغلب مشروعات التنمية الأساسية في العالم الثالث تعمل بطريق مباشر أو غير مباشر تحت شارة الصليب" (٢).

وعرَّفه الكاتب "محمد محفوظ" فقال عنه: التغريب "ويضم هذا التيار مجموع القوى والشخصيات التي انطلقت في عملها الفكري أو الاجتماعي أو السياسي من منطلق عقدي أو فكري ينتمي حضاريًا للغرب، فهو يضم كل المنبهرين بالحضارة الغربية، الذين ربطوا مصيرهم بمصير الغرب سياسيًا وحضاريًا كما يضم التيار الماركسي، الذي حاول انطلاقًا من مقولات ثابتة أن يمارس عملية النقد والتشريح للنظام الرأسمالي الغربي. ." (٣).

فمن مجموع هذه التعريفات والرؤى نستخلص الآتي:


(١) الموسوعة الميسرة. . . .، عن الندوة العالمية للشباب الإِسلامي ٢/ ٦٩٨.
(٢) التنصير مفهومه وأهدافه ووسائله وسبل مواجهته، علي النملة ص ٥٧ - ٥٨.
(٣) الإِسلام، الغرب وحوار المستقبل، محمَّد محفوظ ص ٢٤ - ٢٥، وانظر له أيضًا: ص ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>