للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي أصبح الصدر الأعظم زمن السلطان عبد العزيز بن محمود الثاني الذي تولى السلطنة بعد موت أخيه.

استمر الوضع السابق مع السلطان عبد العزيز، وفي ميدان التعليم أسست مدرسة ثانوية (١٢٨٥ هـ - ١٨٦٨ م) هي "غلطة سراي" جميع موادها باللغة الفرنسية مع اللغة التركية، الغاية منها: "تخريج طائفة من الشباب القادر على حمل عبء الوظائف العامة"، وكان طلابها من مختلف الديانات وإن كان أكثرهم من المسلمين (١) ويُهيئ هؤلاء لقيادة الدولة.

وقد وقعت في زمنه حادثة مشهورة في دار الفنون -الجامعة- فقد أقيم حفل وألقى فيه جمال الدين الأفغاني كلمة أثارت اللغط حوله وحول دار الفنون، وحول هذه الجامعة وفي سياق الحديث عن قصة الأفغاني يقول أحد الماركسيين: "وقد كانت في تركيا مدارس عليا تدرس فيها العلوم والتكنولوجيا، ولكن هذه المدارس كالعادة كانت معاهد فنية بحتة تفصل العلم عن الفكر والقيم الاجتماعية؛ ولذا فقد كان ميلاد هذه الجامعة غصة في حلوق المحافظين الأتراك الذين كانت تعبر عنهم "هيئة كبار العلماء" بقيادة شيخ الإِسلام حسن أفندي فهمي"، فصورها على أنها النموذج الأكاديمي الجديد الذي يحذو حذو النماذج الغربية، وقد أُغلقت الجامعة بعد هذه الحادثة (٢).

وفي ميدان التيارات الفكرية والمذاهب السياسية والعمل الحربي؛ ظهرت "تركيا الفتاة"، ولم تكن بعيدة عن الجمعيات الماسونية السالفة، وتزعمت بقوة دعوة التغريب "تتألف من مجموعة صغيرة من الشباب جلهم من رجال الدولة الذين درسوا اللغات الأوروبية" (٣)، وقد كان لهذه الجمعية أثر كبير في مستقبل الدولة العثمانية والعالم الإِسلامي فيما بعد، وقبل مقتل الخليفة بعام أعلنت الدولة سنة (١٨٧٥ م) إفلاسها (٤)، وبرزت مشكلة الديون الكبيرة، وأسهم ذلك مع


(١) انظر: المرجع السابق ص ٤٣٥ - ٤٣٦.
(٢) انظر: تاريخ الفكر المصري الحديث (عصر إسماعيل. .)، د. ويس عوض ١/ ٥٤.
(٣) نشوء الشرق الأدنى الحديث. .، مالكولم ص ١٣٤.
(٤) انظر: المرجع السابق ص ١٣٦، وقد ذكر عنه "أرسلان" أنه كان مسرفًا، وذكر أنه أول سلطان زار أوروبا، وذكر من الغرائب أنه لم يحج أحد من السلاطين، وذكر لهم تبريرات. انظر: تاريخ الدولة العثمانية ص ٢٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>