للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رحم الله كلّ من ذكرت وعفا عنهم، وأدخلهم برحمته الجنّة، وألحقَنا بهم على الإيمان. أما ابن الأستاذ الأثري رحمه الله زاهر هذا فأرجو أن يكون باقياً، وأن يكون صحيح الجسم وأن يكون مستريحاً معافى.

* * *

أما هذه المقالة التي وجدتها بين أوراقي ولم أنشرها في شيء من كتبي فإن فيها وصفاً لإحدى ليالينا على هذا السفح:

يا ليلةَ السّفْحِ هَلاّ عُدتِ ثانيةً ... سقى زمانَك هطّالٌ مِن الدّيَمِ

لم أقضِ منكِ لَباناتٍ ظفِرت بها ... فهلْ ليَ اليومَ إلاّ زَفْرةُ الندَم

كانت ليلة فيها غناء وفيها طرب، ولكن لم يكن فيها -إن شاء الله- إثم لأننا لم نرتكب حراماً. ومن أين يأتي الحرام والمغنّي رجل ونحن رجال، وما غنّى في فاحش من القول ولا ببذيء من الكلام، ولا كان معه آلات، وما منَعنا غناؤه من واجب ولا دفعنا إلى حرام؟ فلقد أدّينا قبله حقّ الله بالصلاة جماعة، وحقّ أجسادنا بالأكل والشرب معاً، وما كان بجوارنا من يؤذيه غناؤنا من نائم نمنعه المنام أو مشغول نعطله عن العمل. كنّا في سفح الجبل بيننا وبين البيوت ميل، وكانت ليلة احتفال بشفاء الطفل إبراهيم الروّاف (الطفل يومئذ ولعلّه صار الآن كهلاً)، وهو ابن الشيخ ياسين الرواف رحمه الله.

ليلة ما كان أجملها وأقصرها! وكذلك تكون ليالي الأُنس

<<  <  ج: ص:  >  >>