للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو لعلي أفسدت بروايتي البيتين فإنني أحفظهما من أيام الصغر (١).

هذا الحزن الجماعي الصادق والفرح الجماعي الصادق لا يكاد يعرفه الناس في غير هذا الشعب العاطفي، الشعب العربي الذي يعيش بقلوب أفراده، على حين خلت صدور أكثر الشعوب من القلوب!

لقد أخذوني إلى الإذاعة لألقي كلمة عن غازي ما أعددتها ولا فكّرت فيها، فوَقَفتُ (٢) السيارةَ ربع ساعة فقط، فقعدت في طرف مقهى في الكرخ وأخذت ورقة من البقّال المجاور للمقهى


(١) الشعر للرّبيع بن زياد العبسي. والبيتان على ما ذُكرا هنا، إلا أن في عجز البيت الثاني اضطراباً بين المصادر؛ فهو في الأغاني: «قد قُمْنَ قبل تَبَلُّج الأَسْحار»، وفي الأمثال للمُفضَّل الضَبّي: «يضربْنَ أوْجُهَهنّ بالأَسْحار»، وفي الحماسة البصرية: «بالصُّبْحِ قبل تَبَلّج الأسْحار»، وفي التذكرة الحمدونية: «يَلْطُمْنَ أوجُهَهنّ بالأسْحار»، وفي نهاية الأرَب للنّويري: «يلطُمْنَ حُرَّ الوَجه بالأسحار». وبعدهما:
قد كُنّ يَخبأن الوجوه تستّراً ... فاليوم حين بَدَوْنَ للنُّظّار
والأبيات في رثاء مالك بن زهير بن رَواحة العبسي، في خبر طويل تجدونه في كتب الأدب (مجاهد).
(٢) وقف الثلاثي يتعدّى بنفسه، ومنه كلمة الوقف والأوقاف. أما أوقف فلم تُسمَع عن العرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>