ساعة أو يؤخّر ساعة حتّى لا تضيع صلاة الجمعة على هؤلاء الفتيان كلهم؟
هذا هو النقص البيّن. فيا ليت الوزارة لم تنسَ ربها ودينها حين ذكرت وطنها وفتوّة أبنائها، يا ليتها ساقت هؤلاء الجنود كلهم إلى المساجد ليقيموا فيها الصلاة، أو لو أقاموها في الساحات وفي الشوارع؛ فإن أجدادنا ما غلبوا عدوهم إلاّ بالصلاة والالتجاء إلى الله، وهوان الدنيا وأهلها عليهم وابتغائهم إحدى الحسنيَين: الظفر بإعلاء كلمة الله أو الشهادة في سبيل الله.
أفنحسب أننا نستعيض بالحديد والنار عن الإيمان؟ هيهات والله هيهات! ما النصر بالسلاح ولا بالذخائر وحدها؛ ما النصر إلاّ من عند الله.
* * *
الكلام الذي سردتُه هنا نشرتُه يومئذ في «الرسالة». وكان القائمون على وزارة المعارف قد جاهروا شيئاً بعد شيء بما كانوا يُضمِرون، وخلعوا الأقنعة شيئاً بعد شيء عن وجوههم التي كانوا يسترونها بها على عهد سامي شوكت في وزارة المعارف. ثم بيّنوا حقيقتهم وهي أنهم يعملون للقومية المجردة عن الدين، وأنهم يدعون للوحدة العربية على حساب الوحدة الإسلامية، وأنهم يقرّبون العربي الكافر على المسلم غير العربي. ووقع الضغط على الإسلاميين من المدرّسين، فمنهم من ساير وجارى ولجأ إلى المعاريض، وعالج الأمر باللين من غير أن يخرج على دينه أو يبدّل سبيله، وبعضهم أبى إلاّ الإعلان عن إسلاميته والتمسّك بها