لا؛ ولكن جئت أعلّمكم العربية لأنها لغة نبيّكم محمد، ولغة الكتاب الذي أُنزِل على نبيّكم محمد، ولتجتمعوا به فتعود الأخوّة الإسلامية فتمحو هذه العادة الجاهلية. ألا تحبّون محمداً؟
قالوا: بلى، نحبه، عليه الصلاة والسلام. قلت: ألا تريدون أن تقرؤوا كتاب الله؟ قالوا: بلى، وإننا لنقرؤه. قلت: الله أمر بتدبّر القرآن، فكيف تتدبّرون القرآن إن لم تعرفوا العربية التي أنزل الله بها القرآن؟ فيا أبنائي، أنا ما جئت إليكم باختياري ولكنهم نقلوني عقوبة لي كما زعموا. لماذا نقلوني؟ لأنني أبَيتُ أن أدعو بدعوة الجاهلية، وهذه الدعوةُ التي تفرّق المسلمين وتجعل الأمة الواحدة أمماً دعوةٌ جاهلية. هذه التي قال عنها الرسول عليه الصلاة والسلام:«دعوها فإنها منتنة». فهل تريدون أن تتعلّموا العربية لتفهموا كتاب ربكم وأحاديث نبيّكم، أو أنكم تمشون مع هوى نفوسكم وتقابلون ضلالتهم بضلالة منكم مثلها أو أشدّ منها؟
أقسم لكم أن الطلاّب تأثّروا حتّى كادوا يبكون، ثم حملوني على أعناقهم وبدؤوا يهتفون لي. وكان المدير خائفاً عليّ، فلما رآني أدخل الصف ثم سمع التصفيق والهتاف ظنّ بأن الواقعة قد وقعت، فاستدعى الشرطة فحضروا وأحاطوا بغرفة الدرس وتهيّؤوا للدفاع عني والإمساك بالمعتدين، فرأوا بأنني خرجت محمولاً على الأعناق ولم أخرج مَدُوساً بالأقدام!
لأنني أدعو إلى كلمة الله، وكلمة الله لا تكون أبداً إلاّ العليا.