للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولمّا رجعت إلى الفندق خبّروني أن الأستاذ الزرقا سأل عني، والعجب أنهم أنكروا وجودي في الفندق، لا تعمّداً منهم ولا جنوحاً إلى الكذب ولكنه سألهم عن «الشيخ علي الطنطاوي»، قالوا: ما جاء في الفندق أحد من المشايخ. قال: لقد وصل أمس وزارني وكتب لي هذه الورقة. قالوا: ما نزل عندنا بالأمس إلاّ ضابط من العراق. وظنّوني ضابطاً، فلما رأى اسمي قال: هذا هو. ذلك أنني لم أستطع أن أخلع هذا الحذاء العجيب من قدمي إلى اليوم الثاني، فتوضّأت ومسحت عليه لأنني مسافر وقد لبسته على طهارة. ولقيت الأستاذ الزرقا.

* * *

ذهبت فوراً إلى دمشق، وكنت قد كتبت إلى وزارة المعارف لأستعيد عملي في التدريس فصدر قرار الأستاذ عبد اللطيف الشطي رحمه الله بتعيِيني أستاذاً معاوناً في مدرسة التجهيز، أي الثانوية الرسمية. وهي التي كانت تُدعى مكتب عنبر، فلما أنشؤوا لها هذه العمارة الضخمة الكبيرة على عهد الشيخ تاج الدين الحسني نقلوها إليها.

باشرت التدريس فيها خلفاً لأستاذنا الإمام اللغوي الشيخ عبدالقادر المبارك. وكان من تلاميذي فيها جماعة نبغوا وصاروا أدباء وصار منهم قضاة، منهم الأخوان عبد القادر ونشأت سلطان، وعبد القادر سلطان هو الآن مستشار في محكمة النقض، ومنهم اثنان أخوان من أولاد شيخنا الشيخ المبارك هما عدنان وهاني. أمّا الأستاذ الدكتور مازن المبارك فهو أصغر منهما، ولمّا كنت

<<  <  ج: ص:  >  >>