للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أزور شيخنا الشيخ عبد القادر كان طفلاً صغيراً يدعوه إلى مجلسنا ليعجبنا من أجوبته ومن ذكائه ومن طلاقة لسانه، وهو الذي خلف أباه في العربية والاشتغال بها بعد وفاته ووفاة أخيه الأكبر رفيقنا الأستاذ محمد المبارك، رحمة الله عليهم جميعاً.

وقعت لي في تلك السنة حوادث، كان أظهرها وأشهرها أنه جاء يوم ذكرى المولد النبوي، وكان الناس في الشام يقيمون الاحتفالات تُلقى فيها الخطب والمواعظ بهذه المناسبة، كما يقيمونها بمناسبة يوم الهجرة ومناسبة ذكرى بدر وذكرى فتح مكّة.

وهذه الاحتفالات إذا ادّعى مُدّعٍ أنها من الدين وأنها قربة إلى الله قلنا له: لا، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام بلّغ الشريعة كلها ولم يترك باباً ندخل منه إلى رضا الله إلاّ دلّنا عليه وفتحه لنا. ومن ادّعى أن إقامة هذا الاحتفال وهذه الخطب وهذا التذكير في يوم المولد أفضل منه في غيره قلنا له: لا، لأن الأيام لا يفضل بعضها بعضاً إلاّ بدليل شرعي. وحكم هذا الاحتفال أنه إن كان من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله ونشر العلم، فهو مطلوب في كلّ وقت، غير أن تخصيصه بيوم معيّن -إذا ادّعي أن إقامته في هذا اليوم أفضل من إقامته في غيره- كان ذلك بدعة.

والخلاصة أن الطلاّب أرادوا الاحتفال بذكرى المولد، ولم تكن في المدرسة على ضخامة بنائها وجدّتها قاعة كبيرة تتّسع للطلاّب جميعاً، فصار طلاّب كلّ سنة من السنين يُقيمون حفلة

<<  <  ج: ص:  >  >>