للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عرفت بلادنا من السياسيين ومن أنظفهم. وزكي الخطيب هو ابن عم أمي، لكنني لم أستغلّ هذه القرابة بيني وبينه بل طالبت بحقّ قانوني، فأمهلني شهراً كنت أواظب فيه على المحكمة الشرعية. وكان الذي يرشدني ويدلّني أخونا الأستاذ صبحي الصباغ الذي كان بعدي في كلية الحقوق، والصديق الأستاذ الشيخ أنيس الملوحي، وقد تُوفّي رحمه الله.

لم أدع معاملة ولا قضية يمكن أن تَرِد على المحكمة إلاّ بعد أن عرفت طريقة تقديمها وأصول النظر فيها؛ ذلك أنّ القاضي الذي يتسلم عمله وهو غير مطّلع على ذلك يتحكم فيه رئيس الكُتّاب ويصرّفه كما يشاء، وأنا لا أريد أن يتحكم بي من هو دوني (ولا أريد أن أشمخ بأنفي على من هو دوني).

ذهبت إلى النَّبْك. والنبك في اللغة جمع نَبْكة، والنبكة هي الأرض المرتفعة. وقضاء النبك في ذروة جبل من جبال لبنان الشرقية ترتفع عن سطح البحر أكثر من ألف وخمسمئة متر، وإلى جنبها يَبْرود، وهي أعلى منها وأجمل منظراً وأكثر ينابيعَ وعيوناً، وكلاهما مَصِيف مقصود.

أهل النبك يقيمون في منطقة جبلية لا زرع فيها ولا ضرع، فهم يذهبون إلى أمريكا لا سيما الجنوبية منها، لذلك تجد بينهم أغنياء وتجد بينهم فقراء.

* * *

كانت أول قضية قابلَتني قضية ضخمة جداً، إضبارتها تعدل في عدد صفحاتها جزأين من القاموس المحيط لا جزءاً واحداً.

<<  <  ج: ص:  >  >>