للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الناس أن من حلف بالطلاق عاقبه القاضي. وليؤكّد المنادي كلامه قال لهم: "عليه هو الطلاق من امرأته إنّ هذا هو كلام القاضي، لم يتزيد به ولم يبالغ"! وقد تكون هذه القصّة متخيَّلة لا أصل لها وربما كانت مَسوقة مساق النكتة، ولكن لديّ حقيقة سمعتها بأذني:

كنت في غرفتي في قصر الحكومة، وكان بين جدار القصر والشارع حديقة ضيقة فيها أشجار تظلل الطريق، فسمعت نسوة قاعدات فيها، مستندات إلى جدار القصر تحت شبّاكي يتناقشن في أمر، فإذا واحدة منهن تحلف بالطلاق أن الذي تقوله صواب!

امرأة تحلف بالطلاق، سمعتها بأذني! وشهرة دوما قديماً بالحلف بالطلاق كشهرة أهل لبنان بسبّ الدين، وهي أبشع وأشنع من الحلف بالطلاق، وقد قلّ هذا وذاك فصاروا يقولون بدلاً من كلمة الطلاق «الطرباق» أو «الطرشاق» ... كلمات لا معنى لها يُجرونها على ألسنتهم بحكم عادتهم على الحلف بالطلاق، ليتخلصوا من تلك العادة، وأهل لبنان صاروا يقولون «يحرق ديكك» بدلاً من سبّ الدين.

* * *

وكان في دوما أوائل عهدي بالوصول إليها أمر بشع جداً، لا يأتيه إلاّ الطغام وسَفَلة الناس والفسقة السفهاء منهم، شيء اسمه «الشكار». موجود كما سمعت في الشام، عشت ولم أرَه بحمد الله ولا رأيت من رآه، ولولا أني قرأت وصفه في مذكّرات الرئيس خالد العظم لما عرفت ما هو. ولن أشرحه ولن أوضّحه، فإنني

<<  <  ج: ص:  >  >>